الشعر الحماسي

خربوشة...الحقيقة والخيال 5 جمعت حولها القبائل التي كانت تكره القايد عيسى وأثارت له عدة مشاكل شغلت ثنائية القايد عيسى بن عمر والشيخة "خربوشة"، بال الباحثين والمهتمين بالتراث الغنائي، خاصة فن "العيطة" وأعطتها انطلاقة جديدة، جعلت العديد من هواة هذا الفن، ينقبون في خباياه ويهتمون بخفاياه، وتخصص البعض فيه ونال فيه البعض الآخر شهادات عليا. في هذه الحلقات، ارتأت «الصباح» الغوص في هذا التراث لتلقي الضوء على واحدة من أهم الفنانات الشعبيات. أحمد ذو الرشاد (الجديدة) وواصلت "خربوشة" صولاتها وجولاتها الغنائية، وتمكنت "العيوط"، وهي مجموعة من القصائد التي نظمتها، وتم توظيفها غنائيا في الأوساط الشعبية، أن تجمع حولها القبائل التي كانت تكره القايد عيسى بن عمر، وأثارت له عدة مشاكل، وطالت شظاياها المستعمر الفرنسي بعد توقيع معاهدة الحماية الفرنسية سنة 1912، سيما أن أعضاء المقاومة، كانوا يستغلونها في تمرير خطاباتهم ورسائلهم الملغزة. ودعمت "خربوشة" بشعرها الحماسي، انتفاضة قبيلتها، وجعلت من هذا الشعر وأغانيها التي خصصتها لمحاربة وهجو عيسى بن عمر، وسيلةً لمواجهة الاضطهاد والبؤس والجور والطغيان، وتمكنت من إثارة حماس أفراد قبيلتها ضده، وكانت تدفعهم إلى التشبث بالنضال والمقاومة وعزة النفس، ومن بين أجمل ما نظمت في هذا الباب: خرْبوشة نخوَة وعزة تشفي الجراح وقت الحزة فينك أعويسة وفين الشَّان والمرشان وعرفت "خربوشة" بعزة نفسها وقوة شكيمتها، وهو ما يفسر عدم رضوخها لإغراءات عيسى بن عمر المالية، كما لم تكن جبانة، إذ صمدت في وجه القمع والتعذيب والتنكيل الذي تعرضت له. وكان همها الوحيد نصرة أهلها وذويها. ولعبت أشعارها دورا كبيرا في إذكاء حماس أفراد قبيلتها، ولم تتوان عن تصغيره وتحقيره، إذ في الوقت الذي كان فيه أتباعه وأعوانه، يرتعدون من سماع كلمته، كانت هي تناديه وتصفه بأقذع النعوت، ك"اعويسة" و"وكال الجيفة" وقاتل "خوتو". سير آعيسى بن عمر آوكال الجيفة آقتال خوتو يامحلل لحرام وتعب عيسى بن عمر من ملاينة ومسايرة وتقبل تصرفات "خربوشة"، التي كانت المرأة الوحيدة، التي ثارت في وجهه ورفضت الخنوع والانصياع إليه. وتؤكد العديد من المصادر، أنه كان مغرما بها إلى حد الجنون، وهو ما جعله يتريث في البطش بها رغم الضرر الكبير الذي تسببت له فيه. ولما تأكد أن صبره عليها لم يزدها إلا قوة، جعلتها تتمادى في التهكم عليه وجعلته مادة دسمة لأشعارها التي وظفتها كما وظفها أتباعها في تشويه صورته، (لما تأكد من عدم تراجعها عن سيرتها)، قرر تغيير خطته معها، وأسر لأتباعه باعتقالها. وزج بها في السجن داخل قلعته، وذاقت الويلات. ويذكر أحمد بن محمد الصبيحي أن "القائد عيسى سجنها مدة طويلة، كان خلالها يركبها على ناقة، ويأمرها أن تغني، وهو في وسط إخوانه، الغناء الذي كانت تغنيه لأولاد زيد". ومن الثابت عنها، يقول المؤرخ نفسه، "إنها كانت وهي سجينة تجادله بكل قوة، وتقول، إنها هي امرأة، وإنه إن أراد أن يشفي غيظه فليكن في الرجال". وكانت تقصد أبناء قبيلتها الذين كانوا أقوياء وكانوا يشكلون مصدر إزعاج له. وكانت "خربوشة" وهي في سجنها تحس ب"الحگرة" من خلال الظلم المسلط عليها وعلى قبيلتها، من قبل قائد طاغية شرد أهلها ورمى بهم إلى الهامش بعد إقصائهم وحرمانهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. وكانت تردد من داخل سجنها أشعارا تعبر عن ضجرها وحرقتها ومأساة أهلها: اللي ما عزاني ف كبيدتي نعرفو يكرهني اتعالى اتعالى نسولك أداك الغادي شكون سبابي حتى خرجت بلادي

الشعر الحماسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غضبة ملكية تطيح بمسؤولين بالبحرية

شارابوفا... نهاية الحسناء!

مقالات ذات صلة