«جيب يا فم وقول» 1 تصريحات وزير العدل حول نتائج امتحان الأهلية للمحامين حولته إلى مثار غضب شعبي «الندم على السكوت خير من الندم على القول»، حكمة يمكن إسقاطها على مجموعة من المشاهير في عالم السياسة والفن التي اكتوت بنار الغضب الشعبي بعدما دخلت ضمن نادي "جيب يا فم وقول". هم وزاراء وفنانون وصناع محتوى تسببت تصريحاتهم ومواقفهم غير محسوبة العواقب، في إشعال موجة غضب كبيرة ضدهم، بعدما أثارت مضامين كلامهم النابعة من "جيب يا فم وقول" استفزاز المتتبعين، ليتحول الأمر إلى موقف رأي عام. في هذه الحلقات سنبسط مجموعة من العبارات التي جاءت بها ألسنة مشاهير وجدوا أنفسهم في مقصلة «ولاد الشعب"، بعدما غضب عليهم نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وجعلوهم فئة ينبذها وينتقدها المجتمع. محمد بها قل خيرا أو اصمت، مثل ينطبق على الوزير عبد اللطيف وهبي، المعروف بعفويته الزائدة واندفاعه في الإجابة عن محاوريه، خاصة الأسئلة الاستفزازية، التي تصدر من الصحافيين أو الانتقادات الموجهة له من فرق المعارضة. لم يكن يعتقد الوزير عبد اللطيف وهبي، أن محاولته الرد على الجدل القائم حول نزاهة امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، إثر انتشار أسماء ناجحين من أقرباء الوزير ومسؤولين في وزارة العدل ومحامين وشخصيات عامة، سيسقطه في المحظور وسيجعل كلامه استفزازا للرأي العام، إلا بعد الضجة التي استهدفت شخصه إلى حد المطالبة بإقالته. وتعود سقطة الوزير، حينما حاول الإجابة عن سؤال مجموعة من المنابر الإعلامية حول رده عن الأخبار التي تقول إن ابنه من بين الأشخاص الذين اجتازوا امتحان المحاماة، الذي يعتبر والده رئيس لجنته. وتمثل الجواب العفوي الذي يدخل ضمن زلات لسان الوزير المعروف بخفة لسانه، حينما قال بنبرة حادة «ولدي عندو جوج الإجازات، وعندو فموريال، باه لاباس عليه وخلص عليه وقراه فالخارج...". وبمجرد تداول المواقع الإلكترونية شريط الفيديو الذي يتضمن التصريح الإعلامي، حتى تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي تحول إلى مادة دسمة من قبل نشطاء "فيسبوك" الذين اعتبروا كلام الوزير تهجما على أبناء الفقراء، وأنه يضرب في مصداقية التعليم الأساسي والجامعي في المغرب. وانتقل الغضب الشعبي من المواقع الافتراضية إلى الواقع، حيث تحول كلام الوزير "ولدي باه لاباس عليه وقراه..." إلى احتقان وسط الشارع، ضمنهم المتضررون من امتحان الأهلية لولوج مهنة المحاماة، الذين اعتبروا رسوبهم في الامتحان ظلما وتحصيل حاصل لفائدة ذوي النفوذ والمال، حيث نزل عدد من الغاضبين للاحتجاج أمام مقر وزارة العدل، للمطالبة بفتح تحقيق وإعادة تصحيح أوراق الامتحانات، كما احتج عدد منهم مطالبين بإقالة الوزير، باعتبار تصريحاته غير مسؤولة وتمس بصورة البلد. وبعد أن وجد نفسه في حملة استهداف واسعة النطاق، احتجاجا على تصريحه، خرج وزير العدل لتقديم اعتذاره عن تصريحه المستفز للمغاربة. وقال وزير العدل، في برنامج تلفزيوني على القناة الثانية في رده على هذا الجدل، «أنا كنتعصب فبعض الأحيان وكنقول داك الشي اللي فقلبي، حنا كنخدمووكنتقاتلو على قبل ولادنا وبلادنا هادو جوج أمور اللي عندنا»، مضيفا «ولدي تدرب 4 سنين قبل ما يدوز الامتحان، وعندو إجازة مغربية وإجازة كندية». وليست هذه المرة الأولى التي يسقط فيها وزير العدل نتيجة زلات لسانه، إذ من بين التصريحات المستفزة التي جعلته محط سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي وكذا وسط أحزاب المعارضة، التي أوصلت القضية إلى البرلمان، تلك التي تتعلق بـ"شوف كنعرف كلشي وكنعرف لون التقاشر اللي نتا لابس». وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو للوزير عبد اللطيف وهبي، الذي يعتبر في الوقت نفسه رئيسا لجماعة تارودانت، أثناء حضوره لافتتاح المركب الثقافي وهو يتحدث للمدير الإقليمي لوزارة الثقافة، حيث قال له بلهجة حادة «واش أنا وزير العدل، شنو هو الدور ديالي؟ هو الأمن، أنا المؤسسات كلها كتشتاغل معايا… شوف كانعرف عليك كلشي وكنعرف لون التقاشر اللي نتا لابس»، وهو ما تسبب في حرج كبير للشخص. وتسبب انتشار الشريط وعبارة "كنعرف لون التقاشر ديالك» في انتقادات واسعة للوزير وهبي، باعتبار ما تلفظ به في حق المسؤول الإقليمي إهانة لا تليق بمسؤول حكومي، ما يستوجب تقديم الاعتذار، قبل أن يتحول إلى مادة للسخرية تصدرتها مواقع التواصل الاجتماعي.