قصور كبير

3 أسئلة إلى عبد الوهاب محسن * < من الكلمات العجيبة التي يتكرر سماعها في هذا الشهر الكريم، كلمة «الترمضينة» ومشتقاتها، وهي العبارات التي يقصد بها الدلالة على حالة نفسية، تجمع بين مجموعة من السلوكات السلبية المرتبطة أساسا بالعنف. فكيف يعقل أن يربط اسم الشهر الكريم وتشتق منه عبارات تحمل هذه الدلالات السلبية؟ وكيف ساء فهمنا لحقيقة الصيام لهذه الدرجة؟ وما واجبنا تجاه الشهر الكريم؟ وأول ما يلفت الانتباه في هذا الأمر، هذا التشويه الذي لحق اسم رمضان، الذي تحول بكل ما يحمله من دلالات الرحمة والمغفرة والتكافل الاجتماعي والتآزر والتعاون على البر والخير ولين الجانب والتسامح وصلة الأرحام وقراءة القرآن والعتق من النيران، إلى «الترمضينة» بكل ما تحمله من دلالة على الشر والخصام والجدال والعنف والسب والشتم والضرب والجرح... فأي إساءة للشهر الكريم هذه تلك التي تبطنها هذه العبارات. < إن التأمل في المظاهر والسلوكات التي تصاحب هذه الحالة التي تتحدثون عنها، يكشف عن قصور كبير في إدراك حقيقة الصيام وحقوق رمضان. فأين نحن من قوله عليه الصلاة والسلام: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه»، وهل أدرك حقيقة الصيام من لم يفهم قوله عليه الصلاة والسلام: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع». إذا كان الإمساك عن شهوتي البطن والفرج يجعل صيامك صحيحا، فهل يرفع أجر ذلك العمل من سب وشتم وتعرض للمؤمنين، بأنواع الإساءة والأذى؟ وأي كيس سيملأ فيه أجر صيامه هذا وقد مزقه وحوله إلى كيس مثقوب لعبد مفلس وما أدراك ما حديث المفلس. < لقد عرف العقلاء أن رمضان فرصة لا تعوض، وموسم من مواسم الخير لا يضيع، فأقبلوا على ربهم متضرعين بين يديه معترفين بذنوبهم يطلبون عفوه ومغفرته، وأقبلوا على عبادته في ذلة وتواضع وتراحم، يصلحون ما فسد في باقي أيام السنة، ويلملمون جراحها، فليحذر هؤلاء، أن ينتهي رمضان ولم يتعرضوا لنفحاته، ولا حجزوا لأنفسهم مكانا بين صوامه وقوامه وعتقائه، فذلك والله لهو الخسران المبين، وفي الحديث: «من أَدرك رمضان ولم يغفر له فيه فمتـى يغفر له». أجرى الحوار: صلاح الدين محسن * أستاذ بكلية الشريعة بآيت ملول

قصور كبير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اضطرابات نفسية وسلوكية

العصبة الاحترافية في قلب فضيحة جديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات