انتشرت صور ومقاطع فيديو، توثق لمشاهد تدمي القلوب، تتعلق بمستوصف الكلاب الجديد، بمنطقة العرجات ضواحي الرباط، الذي جمعت فيه كلاب ضالة، وتركت لحالها دون طعام ولا رعاية ولا تطبيب، إذ أن أسابيع قليلة فقط، كانت كافية لتدهور وضعيتها، لدرجة أن بعضها أصبح يقتات على جثث البعض الآخر. ويصعب على ذوي القلوب الضعيفة الاطلاع على تلك الفديوهات، التي تظهر حيوانات بريئة، حبست داخل أقفاص حديدية، وتركت لحالها دون تقديم أي نوع من الرعاية، لدرجة أن بعضها مات من الجوع أو العطش أو المرض، وتحللت جثته، إلى أن أصبح يقتات عليها رفاقه، دون أن يزور أي شخص المستوصف لتفقد الوضع. والمفروض أن يكون أعضاء الجمعية المسيرة لهذا الفضاء، بلا ضمير ولا قلب ولا رحمة، ليتركوا الأمور تتطور إلى ما آلت إليه، إذ كيف لشخص يملك ذرة إحساس، أن يترك حيوانا محبوسا دون ماء ولا غذاء في مكان بعيد عن الناس، ولا يمكنه مغادرة القفص، ومع ذلك يصوم ويفطر وينام ببال مرتاح. تفاصيل هذه القضية المؤلمة، تعود إلى قبل أسابيع فقط، عندما شيدت شركة الرباط للتهيئة المستوصف، وفوتته في إطار اتفاقية إلى جمعية جديدة، تدعى «زورا» «الجمعية المغربية لحماية الحيوانات والبيئة»، لم يسبق أن عرف عنها أي نشاط من قبل في هذا المجال، كما أشار إلى ذلك، عمر الحياني، عضو المعارضة في مجلس الرباط. ووقعت جماعات الرباط و سلا و تمارة على اتفاقية مع «الجمعية المغربية لحماية الحيوانات والبيئة»، باقتراح من ولاية الرباط، وفقا للحياني، والتي تنص على استفادتها من مبلغ 12 مليون درهم على 3 سنوات، مقابل تسييرها للمستوصف وتلقيح وتعقيم الكلاب الضالة، علما أن المستوصف يؤوي التي يتم جمعها من جماعات الرباط، سلا و تمارة، في انتظار تلقيحها و تعقيمها وإعادتها لمواطنها الأصلية، كما توصي بذلك منظمة الصحة العالمية. وأوضح الحياني، أنه أثناء مناقشة الاتفاقية في دورة فبراير الماضي بمجلس الرباط، نوه مستشارو فدرالية اليسار بالمبادرة، إلا أنهم تساءلوا عن سبب منح تسيير المستوصف لجمعية مجهولة، لم يسبق أن عرف عنها أي نشاط في المجال. وكان جواب الرئيسة أن الجمعية يرأسها المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) ، و تضم في عضويتها أطباء من المكاتب الصحية للجماعات الثلاث. عصام الناصيري