حكيمي… قسوة تحولت إلى نعيم

هكذا بدأت الحكاية (الأخير=) ترعرع في خيتافي وانضم إلى أكاديمية الريال في التاسعة من عمره لم تكن الطريق مفروشة بالورود أمام العديد من نجوم المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022، فمنهم من ضاق ذرعا من ضيق الحال والتهميش ومشاكل أسرية واجتماعية أثرت في شخصيتهم، قبل أن يبلغوا المجد والشهرة والمال الوفير. تختلف حكاياتهم ومعاناتهم ومآسيهم وتطلعاتهم وأهدافهم المشروعة، لكن قاسمهم المشترك، هو الدفاع عن الراية الوطنية في معظم المحافل الدولية. في هذه السلسلة نستعرض محطات نجوم عانوا في سبيل لقمة العيش وتحقيق أمنية ممارسة الكرة أولا، ثم حمل القميص الوطني ثانيا. عيسى الكامحي ازداد الدولي المغربي أشرف حكيمي في 1998، إذ عاش بداية حياة صعبة، بسبب ظروف عائلته المادية. اشتغل والد حكيمي بائعا متجولا في مدريد، وتربى في خيتافي، بين أصدقاء حيه الفقير، قبل أن يلج مدرسة تكوين ريال مدريد، ومن ثم كانت البداية. تدرج حكيمي في كل فئات الفريق الملكي، وسطع نجمه بسرعة البرق. لن يسنى حكيمي فضل الفرنسي زين الدين زيدان عليه، إذ كان أول من آمن بموهبته، وقرر منحه فرصة اللعب للفريق الأول للريال. رغم أن الصحافة الإسبانية حاولت أكثر من مرة، ضمان حمله لقميص المنتخب الإسباني، غير أنه أنهى هذا الجدال مبكرا، واختار تمثيل المغرب، معتبرا أن جذوره وانتماءه لا يمكن أن يكونا محط خلاف أو نقاش. يتحدر والد حكيمي من وادي زم، وأمه من القصر الكبير، إذ هاجرا إلى مدريد في الثمانينات. قضى حكيمي طفولته في أزقة حي بخيتافي، بضواحي مدريد، مع أخيه نبيل وشقيقته وداد، إذ كان يلقبه أصدقاء حيه ب"أرا". عانى والديه من أجل توفير لقمة العيش، إذ كانت والدته عاملة نظافة، وكان أبوه بائعا متجولا، ولا يجد الدولي المغربي اليوم أي حرج في التحدث عن ذلك، بل يعتبره ملهما له من أجل مواصلة التألق. كانت والدته تصر على أن يكمل دراسته، معتبرة ذلك المخرج السليم لحياتهم البسيطة، في وقت كان يهوى كرة القدم، وكان يستغل دائما الفرصة لمشاركة أصدقائه مباريات في الحي الذي كان يقطن فيه بخيتافي. اهتم حكيمي في صغره برياضات كثيرة، بل ومارسها، مثل الجري والسباحة، إذ كانت بداية أحلامه أن يصبح عداء، وكان كثير الجري والحركة. استهل حكيمي مسيرته الكروية، في السابعة من عمره، إذ سجل اسمه في نادي "كولونيا أوفيجيفي" المنتمي إلى الحي الذي يقطن فيه، وسرعان ما خطف الأنظار، وأثار انتباه بعض الوكلاء التابعين لريال مدريد. وضع أحد "الكشافة" تقريرا على طاولة الإدارة التقنية للريال، وبه اسم حكيمي، واصفا إياه ب"الموهبة الخارقة"، إذ أعجب بسرعته وطريقة جريه، وحبه لكرة القدم، ليقرر الريال استدعاءه في 2006، ويقدم له عرضا للانضمام إلى أكاديميته "لافابريكا". وافق حكيمي دون شروط، رغم اشتراط والديه إتمامه لدراسته، ليصبح لاعبا لفئة أقل من تسع سنوات في الريال. ذكرت الصحافة الإسبانية أن والد حكيمي كان يقطع 100 كيلومتر، بغية أخذه إلى الأكاديمية، إذ كان يرفض تركه وحيدا يقطع كل هذه المسافة. إذ كان يخرج من البيت في الرابعة عصرا، ولا يعود إليه إلا في العاشرة مساء. بداية التألق في 2016، وصل حكيمي لأول مرة في مسيرته إلى الفريق الأول للريال، وسرعان ما اثار الانتباه، وبات من اللاعبين الواعدين. شارك حكيمي في السنة نفسها، في جولة تحضيرية للفريق الإسباني بالولايات المتحدة الأمريكية، ولعب مباريات ودية أمام فرق كبيرة، من بينها باريس سان جيرمان، ليقرر زيدان ضمه للفريق الأول في الموسم نفسه، بعدما أعجب بإمكانياته.

حكيمي… قسوة تحولت إلى نعيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بلطجية" للسطو على مصطادات مراكب بإفني

"باراكا من الكونجلي"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات