خاي... كتاب حياتي 2 كان يعود مشيا إلى المنزل بدل ركوب الحافلة لاقتناء "الزريعة" اشتهر بتقديم عدد من الأدوار، لكن أبرزها شخصية «النقطة». إنه إبراهيم خاي الذي يعتبر من رواد الفكاهة المغربية، والذي مازال، إلى اليوم، في جعبته الكثير لتقديمه لجمهوره الوفي لأعماله. إنه خاي الرجل البشوش المحب للمسرح وللفن بصفة عامة، ورجل المواقف. يعود خاي، في هذه الحلقات، إلى الماضي، ويتوقف عند محطات كثيرة تهم بشكل خاص طفولته وبداياته الفنية وأبرز أعماله. في هذه الحلقات يفتح خاي كتاب حياته للنبش في بعض تفاصيله. إيمان رضيف يعتبر إبراهيم خاي أنه كان محظوظا لأنه عاش وسط أسرة تهتم بتعليم أبنائها رغم الإمكانيات البسيطة، موضحا أنه في تلك الفترة كانت بعض الأسر لا تعير الأمر أهمية كبيرة. تابع خاي دراسته في مدرسة ابتدائية بشارع الزموري، ثم بعد المرحلة الإعدادية التحق بثانوية "الخوارزمي"، التي لم يكن يسمح بالتسجيل فيها سوى من يحصلون على نقط جيدة. «كانت الثانوية غالبا حكرا على أبناء الطبقة الميسورة، بينما أبناء الطبقة الكادحة كانوا يلجونها بفضل اجتهادهم ومثابرتهم» يحكي خاي، مضيفا «لم أشعر أبدا بأي تمييز رفقة تلاميذ من طبقة ميسورة، بل على العكس من ذلك كانت لدي علاقات جيدة مع أصدقاء من أسر مغربية يهودية وأيضا من جنسية إيطالية». وجمعت خاي بصديقه سوسانا ميشيل علاقة صداقة قوية جدا، كما كان في كثير من الأحيان يدعوه لزيارته بمنزله، حيث تقدم والدته أطباقا مشهورة في المطبخ اليهودي مثل "السخينة" و"الرقيق". شكلت الدراسة بثانوية "الخوارزمي" مرحلة مهمة في مسار خاي، حيث بدأ في تعلم الكثير من الأمور، كما كان يزداد ثقة بنفسه يوما تلو الآخر. «كانت الرحلات المدرسية من بين أكثر الأنشطة الدراسية التي تعجبني كثيرا، حيث كنت أشارك أصدقائي لحظات من الاستجمام ومتعة الاكتشاف، إلى جانب تعلم أشياء جديدة»، يقول خاي، الذي كان في اليوم الموالي لها مطالبا على غرار زملائه في القسم بكتابة نص يضمنه أبرز التفاصيل، التي أثارت اهتمامه. رغم أن أسرة خاي كانت توفر له سعر ركوب الحافلة العمومية رقم 27 للتنقل من منزله ب"سباتة" إلى ثانوية "الخوارزمي"، إلا أنه كان لا يدفع سوى رحلة الذهاب إليها، بينما سعر الإياب وهو "4 دريال" يقتني به "الزريعة" ليأكلها في طريق عودته، التي تستغرق ساعة إلا ربع. كان خاي خلال أوقات الفراغ يمارس لعبة كرة القدم مع أبناء الجيران، أو يلتفوا حوله ليقلد لهم إحدى الشخصيات التي تقطن الحي نفسه، لتتعالى ضحكاتهم. «كان الحي الذي أقطن فيه يؤدي إلى السينما العثمانية، والتي يمر منها محمد الطبعي، مؤلف ومخرج مسرحي، فكان يراقبني لعدة أيام" يحكي خاي، مضيفا "ذات يوم تحدث إلي قائلا أنت ماشي ديال الكرة ما عندكش فورمة لاعب كرة القدم، لذلك يتعين عليك دخول مجال التمثيل".