أملاح… قوة التحمل

هكذا بدأت الحكاية 8 عاش انتكاسات في صغره أهمها فقدان والدته قبل أن ينبعث من جديد لم تكن الطريق مفروشة بالورود أمام العديد من نجوم المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022، فمنهم من ضاق ذرعا من ضيق الحال والتهميش ومشاكل أسرية واجتماعية أثرت في شخصيتهم، قبل أن يبلغوا المجد والشهرة والمال الوفير. تختلف حكاياتهم ومعاناتهم ومآسيهم وتطلعاتهم وأهدافهم المشروعة، لكن قاسمهم المشترك، هو الدفاع عن الراية الوطنية في معظم المحافل الدولية. في هذه السلسلة نستعرض محطات نجوم عانوا في سبيل لقمة العيش وتحقيق أمنية ممارسة الكرة أولا، ثم حمل القميص الوطني ثانيا. عيسى الكامحي خطف الدولي المغربي سليم أملاح، الأنظار خلال كأس العالم الأخيرة بقطر، رفقة المنتخب الوطني، وهو ما جعل الصحافة الأوربية والعربية تهتم به وببداياته. ولد أملاح في 15 نونبر 1996، بمدينة "أوتراخ" البلجيكية، من أب مغربي وأم إيطالية، إذ بدأت موهبته تظهر في سن مبكرة جدا، ليضطر والده لتسجيله في مدرسة تكوين بالحي الذي كان يقطن فيه، في سن الرابعة. يعتبر أملاح من أصغر اللاعبين في العالم الذين بدؤوا في مداعبة كرة القدم، وانضموا لأندية في سن مبكرة .لكن السر في ولوجه كرة القدم مبكرا، هو أن والده كان مدربا في نادي "مؤنس"، إذ كان دائما تحت رقابة والده، إذ واصل التدرب تحت إشراف والده إلى غاية 11 سنة، لينضم بعدها إلى أندرلخت البلجيكي، في 2008. عاين مختصون من أندرلخت أملاح، طيلة سنة ونصف، إلى أن اقتنعوا بمؤهلاته، ليتواصلوا مع والده، الذي سهل مهمة إتمام الصفقة، على اعتبار أن أكاديمية أندرلخت كانت ولا تزال ضمن الأفضل في أوربا. وكانت المباراة التي جمعت أندرلخت بمونس، حاسمة في انتقال أملاح إلى الفريق البلجيكي الأشهر، بعدما سجل خمسة أهداف في شباك أندرلخت. اعتقد والد أملاح أن تسهيل انتقاله إلى أندرلخت، منح لابنه فرصة ذهبية من أجل التألق، وصناعة اسم مستقبلا في بلجيكا، غير أن الأمور لم تسر كما يرام، إذ انفصلوا عنه في 2011، بعدما دخل أملاح في أزمة نفسية، بعد وفاة والدته، بسبب نزيف داخلي. ذكرت صحف أن سلوك أملاح تغير كثيرا بعد رحيل والدته، ليتم الاستغناء عنه في أكاديمية أندرلخت، بعد سنة من الحادث الأليم، والذي طبع حياة الدولي المغربي إلى اليوم. ورغم معاناته النفسية، ظل والده وعائلته مساندا كبيرا له، وخاصة والده، الذي دعمه لتجاوز تلك المحنة. تفرغ بعدها أملاح لدراسته، إذ احتاج دعما كبيرا من أجل العودة لاجتهاده وذكائه. استغرق أملاح سنوات، قبل أن تنجلي الأزمة، ويعود لمداعبة كرة القدم، وتحقيق حلمه بأن يصبح لاعبا محترفا.عاد أملاح في 2014 لنادي مونس، الذي بدأ فيه مسيرته الكروية، قبل أن ينتقل إلى موكرون في 2015، ويوقع معه أول عقد احترافي، بتوصية من المدرب لوران ديمول، الذي دربه في مؤنس. رغم ذلك وجد أملاح صعوبات كثيرة في التأقلم، ليغادر في 2016 إلى توبيز، الذي كان يمارس في دوري الدرجة الثانية في بلجيكا، إذ قضى هناك موسما وغادر مجددا. في 2017، كان أملاح يبحث عن فريق للتوقيع له، إذ دخل في انتكاسة جديدة، بعد فشله في فرض نفسه في الأندية التي لعب لها، ولقي الدعم مجددا من مدربه لوران ديمول، ليعود مجددا، بعدما اجتاز اختبارات ناجحة معه. تجربة ثانية كانت تجربة أملاح الثانية مع هذا الفريق ناجحة، إذ ظهر بوجه مغاير، وقدم مباريات رائعة، بل سجل خمسة أهداف في الموسم الأول، ولعب جل المباريات. وحمل أملاح الرقم 21 تكريما لوالدته، وهو تاريخ ميلادها، لينتقل في 2019 إلى ستاندار دو لييج، وهي الخطوة التي اعتبرت طفرة نوعية في مسيرة الدولي المغربي، إذ سيشارك في مسابقات أوربية، وبعدها سيخطف الأنظار في المنتخب المغربي.

أملاح… قوة التحمل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موقع إخباري نيجيري يسلط الضوء على دور الملك في الإنجازات التي حققها أسود الأطلس

خاي: "ما عنديش فورمة لاعب"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات