"السوق المركزي"بالرباط... رواج استثنائي لهيب الأسعار أحرق جيوب المواطنين وآخرون ينتظرون "المعجزة" الأجواء هنا في السوق المركزي بالرباط، خلال رمضان، وحتى قبل حلوله، استثنائية خاصة بهذا الشهر الذي يرتفع فيه الرواج لمستويات قياسية. يستقبل هذا السوق الذي اكتسى حلته الجديدة مباشرة بعد انتهاء الأشغال فيه، بشكل يومي، المئات من الأشخاص، والذين يقصدونه من أجل اقتناء ما يلزمهم من مواد غذائية تعتبر من أساسيات مائدة الإفطار خلال رمضان. ويقصد رباطيون وبعض سكان المدن المجاورة للعاصمة، هذا المكان، لاقتناء التمر والأسماك والمعجنات بأنواعها، بالإضافة إلى التوابل و"الشباكية" و"البريوات"، إضافة إلى أطعمة أخرى، ليخلقوا أجواء استثنائية مميزة، تزيد من جمالية المكان. يقضي المتسوقون داخل السوق مدة طويلة، يجوبون فيها محلاته التجارية، والتي تعرض مختلف المواد الغذائية، لكن بعضهم يغادره دون أن يقتني أي شيء، بسبب "لهيب الأسعار" والذي أحرق جيوب أغلب المواطنين. "كنا نتوقع ركود تجارتنا خلال رمضان، بسبب ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية، لكن حدث العكس، ومازال المواطن يقتني ما يحتاج إليه رغم الزيادة الكبيرة في أثمنة أغلب المواد الأساسية"، يقول أحد تجار السوق المركزي، قبل أن يضيف، أن المواطنين مضطرون إلى التأقلم مع الوضع الراهن، سيما أنهم يحرصون على استقبال رمضان وفق عادات وتقاليد راسخة بالنسبة إليهم. وأضاف التاجر أن عددا من الزبناء ومن أجل مواجهة ارتفاع الأسعار، تخلوا عن فكرة اقتناء بعض المواد الغذائية بكميات كبيرة، لأنهم ينتظرون "معجزة" وخفض الأسعار وإعادتها إلى مستوياتها الطبيعية "وهو الذي قد لا يحدث، إذ أن جل المؤشرات تؤكد أنها ستستمر في ارتفاع ولن يعود الأمر كما كان في السابق"، حسب تعبيره. ومن جهته، قال زبون أحد المحلات التجارية بالسوق المركزي، إنه دأب منذ سنوات طويلة، على اقتناء ما يلزمه من مواد غذائية، من السوق المركزي، لكن هذه السنة، هناك بعض الاستثناءات، ولم يقو على شراء كل ما يحتاج إليه، نتيجة ارتفاع الأسعار "اضطررت إلى التخلي عن بعض عاداتنا بسبب الأزمات المترتبة عن الزيادة في الأثمنة، كما أننا ومن أجل مواكبة والتعايش مع الوضع، أجبرنا على تقليص كميات المواد المستهلكة". ودعا الزبون، الحكومة، إلى التدخل، في أقرب وقت ممكن، والوفاء بوعودها تجاه المواطنين وخفض أسعار المواد الغذائية. إيمان رضيف