السرغيني... بقلب مفتوح 3 "المقدم" أخبر والدي بإحياء حفلات سرية وكان دائما يعاقبني يعتبر حميد السرغيني، واحدا من ألمع الأسماء في مجال الأغنية الشعبية، كما اقترن اسمه بعدة أغان ناجحة. واشتهرت أغلب أغاني السرغيني بطابعها الممسرح، حيث يجمع فيها بين الغناء والكوميديا، وأشهرها «الغزال» و»العدوزة»، إلى جانب تأثره كثيرا بمزيج من الأنماط الغنائية لمجموعة من القبائل مثل «المخاليف» وصنهاجة و»أولاد أحمر». في الحلقات التالية نقلب صفحات من ذاكرة الفنان حميد السرغيني، الذي يتحدث عن طفولته ومحطات مختلفة من حياته المهنية والخاصة، كما يحكي عن مجموعة من الأسرار والخبايا سيكتشفها قراء «الصباح» للمرة الأولى. أمينة كندي كان حميد السرغيني يحظى بحب والده لأنه كان متفوقا في دراسته، وكان يشجعه دائما ليحقق حلمه بأن يكون أستاذا. لم يكن السرغيني يحتاج إلى قطع مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة الابتدائية، بل كان يقفز من الحائط المحاذي لمنزلهم يوميا ليجد نفسه في ساحتها، الأمر الذي لم يكن يرق للحارس أو للمدير الذي لا يتوانى عن تنبيهه بعدم تكرار ذلك. جمع السرغيني خلال المرحلة الابتدائية بين عشقه الكبير للغناء، من خلال مشاركته في الحفلات المدرسية احتفاء بأعياد وطنية، وكذلك حبه لممارسة كرة القدم. «كان أصدقائي يلقبونني بالظلمي لأنني كنت معجبا به كثيرا وأسلوبي في اللعب كان مشابها له، كما أن أحد المدربين ذات مرة منحني قميصا له مازلت أحتفظ به"، يحكي السرغيني. رغم اهتمام السرغيني بهواياته، إلا أنه كان حريصا على التفوق في دراسته والحصول على نتائج جيدة، إرضاء لأفراد أسرته وخاصة والده. لم يكن السرغيني يجرؤ على الغناء أو العزف أمام والده، كما أن والدته وشقيقاته كن يساعدنه ويخفين الأمر، يقول السرغيني، مضيفا "في أغلب الأحيان كنت أخرج من المنزل وأنتظر والدتي أو إحدى شقيقاتي حتى يمددن إلي "الدربوكة" من النافذة بعد ربطها بواسطة خيط طويل». واسترسل السرغيني قائلا "كسرت "الدربوكة" بعد سقوطها خطأ على رأسي، الأمر الذي أثار غضب والدي ولم يضربني لوحدي، بل ضرب حتى والدتي وشقيقاتي اللواتي كن يدفعن في أغلب الأحيان ثمن إخفاء ما أقوم به خلسة». ويحكي السرغيني "شكلت السنة الأخيرة من المرحلة الإعدادية منعطفا جديدا في مساري، إذ فشلت في اجتيازها لأنني أسست فرقة للدقة المراكشية وعبيدات الرمى، وبدأت في إحياء مجموعة من الحفلات ومراسيم "الدفوع"، الأمر الذي أغضب والدي كثيرا، إذ كان رد فعله قويا بعد علمه بالخبر». واصل السرغيني تداريبه رفقة أبناء حيه وأعضاء فرقته الموسيقية بإحدى الحدائق، كما كان بعض أصدقائه الذين يملكون مفاتيح شقق في ملكية أقارب مهاجرين بإيطاليا يسمحون له بإحياء حفلات أسبوعية فيها، الأمر الذي أثار انتباه "المقدم». يحكي السرغيني أنه في كل مرة كان يقول لـ»المقدم» إن الأمر يتعلق بإحياء عيد ميلاد أحدهم، ليضطر بعد ذلك إلى إخبار والده بما يحدث، والذي كعادته لم يسلم من عقابه.