تغول السياسي على الدعوي

انحرافات الحركات الإسلامية 3 الحركة الإسلامية فرخت عقارب خضراء كان الإسلاميون أول من تعرضوا للسعاتها السامة يعد الدكتور فريد الأنصاري، رحمة الله عليه، من الشخصيات التي بصمت مجال الدعوة للمجهودات التي بذلها لترسيخ العقيدة الحقة وحرصه على أن يظل العمل الإسلامي خالصا لله بعيدا عن التجاذبات والاستغلال الانتهازي.وما كان له أن يظل صامتا أمام هذه الانحرافات، فألف «البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي»، أعقبه ببحث آخر حول «الأخطاء الستة للحركات الإسلامية بالمغرب»، الذي يحدد أوجه الانحراف الذي عرفته الحركات الإسلامية. ولأن الأخطاء والانحرافات التي حاول رحمة الله عليه تصحيحها في هذا الكتاب ما تزال قائمة، ارتأت «الصباح» أن تعيد نشر أهم ما جاء فيه لكل غاية مفيدة. عبد الواحد كنفاوي أشار الدكتور فريد الأنصاري، في مقدمة كتابه "الأخطاء الستة للحركات الإسلامية بالمغرب" إلى بداية العمل الحركي بالمغرب والمنهج الذي كان يسير عليه، قبل أن يصاب بفكرة التخصصات في العمل السياسي على جميع المستويات، الثقافية منها والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية والنقابية والسياسية. لكن كل هذه التخصصات التي أعلن عن ميلادها ماتت في مهدها إلا التخصص السياسي، الذي نما وتضخم، واحتل كل المساحات الأخرى. وهكذا، يقول الدكتور الأنصاري، انسحبت التربية الإيمانية في مجالس الدعوة والوعظ لصالح التربية السياسية القارسة، وانتصبت مرايا الأهواء والشهوات أمام الشباب، فكانت المأساة. وبدل أن تنتج الحركة الإسلامية المؤمنين الربانيين، بدأت تفرخ عقارب خضراء، اندست بخضرتها المموهة في خضرة العمل الإسلامي، فكان الإسلاميون أنفسهم أول من تعرضوا للسعاتها السامة. إن الناظر إلى عجيج السياسة وضجيج الصحافة، يقول المرحوم الأنصاري، يظن أن العمل الإسلامي بخير من حيث هو جماعة تنظيمية، وأنه على مواقع متقدمة في معركته الحضارية، لكن الحقيقة أنه قد تخلف كثيرا عما كان عليه الأمر من قبل، وفشل فشلا ذريعا في الحفاظ على مواقعه الإستراتيجية الذي وصل إليها بمنهجه التربوي وخطابه الدعوي الشعبي والأكاديمي، إذ كانت له مجالات حيوية، قبل أن يفقد مواقعه كلية وخرج منها مطرودا مدحورا فصارت ظهوره عارية مكشوفة لأعدائه الإيديولوجيين تلفحها سياطهم على الهواء، حتى انهارت صفوفه دون مقاصده الأصلية وأثخنته خناجر الأهواء والأعداء جراحا بالغة. وأكد الكاتب أن الأخطاء الجسيمة للعمل الحركي الإسلامي، التي وصلت إلى حد الانحراف التصوري والسلوكي والخروج عن المنهج الإسلامي ببعض المواطن، كانت سببا رئيسيا في دخوله مرحلة من العد العكسي وبرزخا من التراجع المنهجي. وأوضح أن الأولويات السياسية تضخمت على المستوى التصوري لدى جماعة العدل والإحسان، واستبدت بها أحلام "الخلافة" إلى درجة التخريف والهذيان، كما تضخم العمل الحزبي، على مستوى الممارسة، لدى حركة "التوحيد والإصلاح"، وانتفخ انتفاخا سرطانيا، حتى أتى على كل مكتسبات الحركة التربوية ومكاسبها الدعوية والاجتماعية، فآل أمر الجماعتين معا إلى أن صارا وجهين لعملة واحدة. ويأتي كتاب "الأخطاء الستة للحركات الإسلامية بالمغرب" في هذا السياق، الذي تضمن ما وقف عليه المؤلف في جسم العمل الإسلامي من داء وعلى ما لا حظه من تداخل الأعمال والأهواء. وأكد الكاتب، رحمة الله عليه، أن الغاية من عمله التنبيه إلى ما اعترى الصف الإسلامي من ثلمات، مشيرا إلى أن أول العلاج حسن التشخيص للأدواء، قبل وصفات الدواء. وتضمن الكتاب بابين، الأول في الأخطاء المنهجية الكبرى للحركة الإسلامية، والثاني في استصنام "المذهبية الحنبلية" في التيار السلفي، الذي يلخص أهم الأخطاء المنهجية للفكر السلفي بالمغرب.

تغول السياسي على الدعوي

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شبكة مغربية لاختطاف "أباطرة" ماربيا

كسرت "دربوكة" على رأسي

مقالات ذات صلة