السرغيني... بقلب مفتوح 1 يتحدر من ضواحي قلعة السراغنة وعائلته انتقلت للمدينة بعد 5 أشهر من ولادته يعتبر حميد السرغيني، واحدا من ألمع الأسماء في مجال الأغنية الشعبية، كما اقترن اسمه بعدة أغان ناجحة. واشتهرت أغلب أغاني السرغيني بطابعها الممسرح، حيث يجمع فيها بين الغناء والكوميديا، وأشهرها «الغزال» و»العدوزة»، إلى جانب تأثره كثيرا بمزيج من الأنماط الغنائية لمجموعة من القبائل مثل «المخاليف» وصنهاجة و»أولاد أحمر». في الحلقات التالية نقلب صفحات من ذاكرة الفنان حميد السرغيني، الذي يتحدث عن طفولته ومحطات مختلفة من حياته المهنية والخاصة، كما يحكي عن مجموعة من الأسرار والخبايا سيكتشفها قراء «الصباح» للمرة الأولى. أمينة كندي يفتخر الفنان حميد الرايس الملقب ب"السرغيني" بأصوله كثيرا، كما أنه لا يفوت فرصة زيارة قلعة السراغنة وتحديدا "دوار النواجي الحول" الذي رأى فيه النور في الخامس والعشرين من أكتوبر سنة 1980. "لا يمكن لأي شخص أن ينكر جذوره"، يقول السرغيني، مضيفا "أنا من مواليد النواجي وتحديدا دوار النواجي لحول بقبيلة صنهاجة بإقليم قلعة السراغنة". شكلت ولادة السرغيني حدثا سعيدا وسط أفراد عائلته، خاصة أن والدته عانت عدة سنوات منذ ولادة شقيقه الأكبر وفاة ثلاثة مواليد، يحكي. مؤكدا أنه نظم حفل دعي له كل الأقارب والجيران ب"الدوار"، والذي لم يكن ليكتمل دون إحيائه من فرقة نسائية تعرف ب"اللعابات". رزقت والدة السرغيني بعد ذلك بشقيقتين، لكنه كان الابن المدلل ويحظى بمعاملة خاصة من قبل والدته، خاصة أنه لم يكن كثير الشغب، بل خجولا جدا في السنوات الأولى من عمره، ما جعله محبوبا من جميع أفراد العائلة والجيران. "إن منطقة النواجي تنقسم إلى جزأين، الأول يعرف ب"النواجي قصيب" والثاني "النواجي لحول" يقول السرغيني، الذي مازال أغلب أفراد عائلته يسكنون بهذه المنطقة ومن بينهم ابن عمته الكبير الصنهاجي، الذي يعد من رواد العيطة الحوزية واشتهر بأداء فن يعرف ب "السواكن". وتعتبر منطقة "النواجي"، حسب السرغيني، تابعة إلى منطقة "بويا عمر"، المتحدر من الجد "رحال البودالي". انتقلت عائلة السرغيني بعد خمسة أشهر من ولادته إلى المدينة للاستقرار بها، حيث كانت محطة جديدة في مسارهم، إلا أن ارتباطهم بجذورهم ظل وطيدا، خاصة والده الذي كان عمله يفرض عليه ذلك. يتذكر السرغيني أنه كان قليل الشغب في طفولته ونادرا ما تنشب خلافات بينه وبين أبناء الجيران أثناء لعب "البي" أو كرة القدم، إذ كان يتفادى ذلك خاصة أن والده دائما يحذره من ذلك، إلى جانب أنه كان صارما كثيرا ولا يتوانى عن العقاب ضربا له ولأشقائه كلما صدر شيء لا يستسيغه. في سن السابعة التحق السرغيني بالمدرسة الابتدائية "الفتح"، التي شكلت محطة مهمة في مساره، إذ خلالها لقي تشجيعا كبيرا من قبل أساتذته، بسبب خجله، إذ آمنوا بموهبته وشجعوه على الغناء في حفلات كان يؤدي فيها أغاني وطنية وملتزمة لفنانين مثل مارسيل خليفة وجوليا بطرس. بدأ عشق السرغيني للغناء يزداد يوما بعد آخر، كما كان يهتم بكل ما له صلة به ويحفظ أغلب الأغاني التي يسمعها من أنماط موسيقية متنوعة.