زياش … من رحم المعاناة

هكذا بدأت الحكاية 1 وفاة والده دفعته لترك المدرسة والعمل لمساعدة والدته لم تكن الطريق مفروشة بالورود أمام العديد من نجوم المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022، فمنهم من ضاق ذرعا من ضيق الحال والتهميش ومشاكل أسرية واجتماعية أثرت في شخصيتهم، قبل أن يبلغوا المجد والشهرة والمال الوفير. تختلف حكاياتهم ومعاناتهم ومآسيهم وتطلعاتهم وأهدافهم المشروعة، لكن قاسمهم المشترك، هو الدفاع عن الراية الوطنية في معظم المحافل الدولية. في هذه السلسلة نستعرض محطات نجوم عانوا في سبيل لقمة العيش وتحقيق أمنية ممارسة الكرة أولا، ثم حمل القميص الوطني ثانيا. عيسى الكامحي عانى حكيم زياش، لاعب تشيلسي، ونجم المنتخب الوطني المغربي، للوصول إلى ما وصل إليه اليوم، إذ لم تكن بداياته سهلة. جذبت قصته أشهر الصحف الإنجليزية والهولندية، إذ اعتبرت بعضها نجاحه "معجزة" لم تكن في حسبان عائلته. من بين الصحف التي بحثت طويلا عن قصة صعود زياش، "صن" البريطانية الشهيرة، والتي نبشت في تاريخ الدولي المغربي، وقالت إنه عانى كثيرا منذ سن مبكرة، لكنه تحدى كل المعاناة ووصل إلى العالمية والنجومية. تؤكد الصحيفة أن وفاة والد زياش قلبت حياته رأسا على عقب، بسبب معاناته مرضا لم ينفع معه علاج، واعتبرت أن هذا الحادث الأليم المبكر في حياة زياش، جعل مستقبله يتغير في رمشة عين. ترك زياش المدرسة في سن 16 عاما، إذ كان مجبرا على العمل من أجل مساعدة والدته، التي كانت بدورها تعمل أكثر من 16 ساعة في اليوم، لتوفير لقمة العيش، خاصة أن عائلته كانت كبيرة، وكان يتوفر على سبعة إخوة. ولد زياش في درونتن الهولندية، والتي تعتبر مدينة صغيرة، لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألف نسمة، من أب وأم مغربيين. يعتبر زياش أصغر أشقائه السبعة، إذ توفي والده في 2003، لكن رغم صغر سنه، تحمل المسؤولية من أجل مساعدة عائلته الصغيرة على النهوض مجددا، بدعم من والدته وبعض إخوته. لعب زياش كرة القدم لأول مرة في سن الخامسة، إذ انضم لنادي درونتن المحلي، وسعد الدولي المغربي بذلك كثيرا، وزف لوالدته خبر أن حلمه أن يصبح لاعبا محترفا في ناد كبير، وكان يذكر أجاكس أمستردام كثيرا، بحكم أنه يعتبر أكبر ناد في هولندا. بعد وفاة والده، كان من الصعب على زياش مواصلة لعب كرة القدم، غير أن والدته جعلته يواصل المسير لتحقيق حلمه، لينضم في 2008 إلى هيرنفين، المعروف في هولندا بمدرسة تكوينه الاحترافية، إذ يعتبر أكبر ناد هولندي ينجب المواهب، إلى جانب أجاكس أمستردام وفينورد وغرونينغن. تقول صحيفة "صن" إن تأثير وفاة والده في سن مبكرة، دفعت زياش لمغادرة الدراسة، قبل أن تدفعه والدته إلى التركيز في كرة القدم، رغم أن وقتها كان مليئا، وكانت تعمل بجد من أجل كسب قوت يومها. في 2010، اتخذ زياش مع والدته قرار ترك المدرسة، بعدما انتقل إلى هيرنفين، وكان عمره آنذاك 16 سنة. كان ينوي زياش أن يعيل الأسرة من كرة القدم، بعدما أقنع مستواه مسؤولي هيرنفين، الذين وافقوا على مساعدته، لضمه إلى الفرق الناشئة بالنادي. مساعدة قيمة كأي شاب يعيش المراهقة، كان زياش على وشك السقوط في الإدمان، إذ تغيرت تصرفاته، وكان كثير المشاكل في تلك الحقبة، إذ هددت بإنهاء مسيرته الكروية مبكرا، لكنه تلقى مساعدة قيمة، لن ينساها طيلة حياته من عزيز دوفيكار، وهو مغربي دربه سابقا، وكان له الفضل في إقحامه مع الفريق الأول لهيرنفين في 2012، ليوقع أول عقد احترافي له. في أول موسم له سجل زياش 13 هدفا في 46 مباراة لعبها مع الفريق، قبل الانتقال في 2014 لتفينتي وبعده إلى أجاكس في 2016، ويحقق حلمه الذي لطالما انتظره في صغره. اليوم بات زياش من نجوم المنتخب الوطني، الذين تألقوا في كأس العالم بقطر، ويحمل قميص أكبر الأندية في العالم، تشيلسي، بل تطارده فرق كبرى أخرى، في مقدمتها برشلونة وروما وإنتر ميلان.

زياش … من رحم المعاناة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخجول المدلل

اعتقال قراصنة حسابات زبناء "سياش"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات