بصمة في حياة نقيب : البقيوي: الحكم الأول ساعدني كثيرا

يتذكر عبد السلام البقيوي، الرئيس السابق لجمعية هيآت المحامين بالمغرب أن أول مرافعة في حياته المهنية شكلت منعطفا حقيقيا في مساره المهني، فهو ذلك الريفي الذي استوطن والده مدينة طنجة، وولد فيها، وبالضبط في حي بني مكادة، كانت له انتماءات سياسية وحقوقية منذ دراسته الجامعية، وساهمت كثيرا في اختياره لمهنة المحاماة، إذ أدى اليمين القانونية في 27 يوليوز 1982، والتحق متمرنا بمكتب الأستاذ أحمد بوسلام ، وقبلها عمل في محكمة الاستئناف بتطوان في إطار الخدمة المدنية، وساهمت تلك الفترة في إغناء رصيده المعرفي والقانوني والتجربة العملية، ويتأسف البقيوي كثيرا عن إلغاء تلك الخدمة المدنية التي كانت تساهم بشكل كبير في التكوين العملي للمستفيدين منها. يحكي البقيوي أنه لم يشعر، منذ اليوم الأول بمكتب الأستاذ الممرن أنه متمرن بالنظر إلى طريقة التعامل التي كان يلاقيها من أستاذه والذي مكان يشاركه، ويأخذ برأيه في العديد من القضايا، كان البقيوي يحضر غالبا الجلسات التي تخص المكتب الذي يشتغل به خاصة الملفات المدنية والشرعية.لم تكن المدة الفاصلة بين أدائه اليمين القانونية وانخراطه في تحرير المذكرات والمرافعات، طويلة، إذ في اليوم الثالث بعد أدائه اليمين القانونية، راجع الملف، طلب منه المحامي الممرن أن يدرس ملفا معينا، ويضع القواعد القانونية، ومشروع مذكرة مرافعة، وبعد الانتهاء شرع في مناقشته في الموضوع، والوقوف على نقاط القوة والضعف، كانت تلك العملية تتم بشكل شبه يومي. أول مرافعة شفاهية كانت، بعد شهرين على أدائه اليمين القانونية يحكي البقيوي أنه في يوم من أيام شهر شتنبر 1982 كان يستقل سيارة أجرة من الحجم الكبير، في اتجاه مقر عمله، فصادف سائق أجرى كان صديق والده من أصول ريفية كذلك، تبادل أطراف الحديث فأخبره أنه محام متمرن، فرح السائق بالخبر، وأكد له أنه قد يحتاجه في ملف يخص صهره، وبعد يومين على اللقاء حضر السائق إلى المكتب التي يتمرن فيه النقيب، وشرع في سرد وقائع القضية التي تتعلق بالسكر، وإحداث خسائر مادية بملك الغير، و"لأن القانون يمنع علي أن أترافع باسمي الشخصي، وأنا مازلت متمرنا أخبرت الأستاذ الممرن الذي استمع كذلك إلى وقائع القضية وحدد أتعاب الملف في 700 درهم، ومباشرة بعد مغادرة الموكل منحني إياها". وكما جرت العادة يقول النقيب طلب منه المحامي الممرن بأن يدرس القضية ويعد مشروع مرافعة وهو ما تم فعلا وفي يوم الجلسة طلب الأستاذ أحمد بوسلام، من أخيه المحامي المتمرن في المكتب نفسه أن يرافقهما إلى المحكمة، إذ أسند إليه الملفات المدنية، فيما اصطحب معه البقيوي إلى القاعة التي تعقد فيها الملفات الجنحية، وكما هو متعارف عليه، فالمحامي يطلب تقريب الملفات التي تخصه داخل الجلسة بحسب الأقدمية، ولم يكن ضمنها ملف صهر سائق الطاكسي، وبعد أن أنهى المرافعة طلب من البقيوي البقاء، والترافع بنفسه في الملف، فأكد له أنه غير مستعد وأنه لم يخبره بذلك من قبل، ليجيبه المحامي الممرن أنه تعمد عدم إخباره كي لا يشغل تفكيره بالملف فقط وتكون له انعكاسات سلبية، وربما يرتبك في المرافعة. يتذكر البقيوي جيدا أن القاضي الذي كان مكلفا بالنظر في ملف الأستاذ المامون كان من القضاة الذين يمدون يد العون للمحامي المتمرن ويساعدونه في البداية، فرافع في الملف ولم يرتبك كثيرا بالنظر إلى الرصيد الذي يحمله معه من الانتماء السياسي والحقوقي، وبما أن تلك الملفات كانت تحكم على المقعد، لم يكن البقيوي يتصور أن يكون كذلك، إذ قضى في حق الظنين ب 500 درهم غرامة موقوفة التنفيذ، وشكل تشجيعا حقيقيا له للاستمرار في مساره المهني حتى أصبح نقيبا لهيأة المحامين بطنجة وبعدها رئيس جمعية هيآت المحامين بالمغرب.

بصمة في حياة نقيب : البقيوي: الحكم الأول ساعدني كثيرا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المكسيك تتوج بالجائزة الكبرى للمهرجان المسرح الجامعي بالبيضاء

غـــرائـــب البـــرلمـــان : نائب برلماني يلج القبة مخمورا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات