“السعاية” الإلكترونية … 3 أسئلة إلى الدكتور علي الشعباني

هل باتت "السعاية" الإلكترونية، باسم العمل الخيري، مهنة يحترفها نصابون لاستدراج المواطنين؟ > طبعا، التسول في المجتمع المغربي ظاهرة استفحلت بشكل كبير جدا، وأخذت صورا متعددة ومبتكرة، خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التكنولوجيا الحديثة. ما يطلق عليه "السعاية" الإلكترونية نوع من الأساليب المنتهجة الآن، من قبل عدد من المتسولين، الذين يستعملونها لاستدراج المواطنين، ويضفون عليها صفة العمل الخيري. كما تعتبر وسيلة من وسائل النصب والاحتيال، وهذا خطير جدا، ولا بد من الاحتياط منها ومتابعتها، حتى لا تستفحل أكثر، وتجنب وقوع العديد من المواطنين في حبال وشراك هؤلاء النصابين. هذه الوسيلة لا تخضع للمراقبة، ولا يمكن رؤية من يوجد في الجهة الأخرى من الجهاز الإلكتروني ومدى صدقه، في ادعاء عمل خيري مثل مساعدة محتاج أو حفر بئر أو تشييد طريق، وبعض النصابين يستغلون جمعيات تشتغل في الميدان الخيري للنصب، واستدراج المواطنين للاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم، لذلك يجب التحقق من هذه الجهات حتى لا يقع المواطن ضحية لها، سيما أن المحتالين يستعملون وسائل غاية في الذكاء وأساليب مبتكرة للإيقاع بالضحايا. ما هي الأساليب التي يستعملونها للتأثير على الضحايا؟ > الأساليب التي تستعملها هذه الفئة الجديدة من المتسولين للإيقاع بالضحايا، الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، ويعتمدون على أساليب ذكية جدا من حيث الخطاب واختيار المواضيع، والأهداف التي يدعون تنفيذها لتحقيق أهدافهم الشخصية، سواء أعمال خيرية أو اجتماعية التي تدخل في إطار التنمية، مثل حفر الآبار وبناء المساجد وتوسيع الطرقات وإصلاح بعض المداشر وتقديم مساعدات طبية للمحتاجين، أو أنهم يدعون عملهم في جمعيات تعنى بمساعدة المحتاجين، خاصة في جمعيات أطباء بلا حدود، ويعالجون المرضى في القرى والبوادي، أو أنهم يجمعون اللباس وأدوات الدراسة، ويسعون من خلالها استدراج الناس الذين يؤمنون بهذه الأهداف ويقعون في شراك المحتالين، الذين يرغبون في استقطاب أكبر عدد من المساعدات، ولديهم خطاب يقنع الآخرين، ويبتكرون أساليب جديدة في التخاطب والتواصل، التي تجعل الكثير من الناس يقتنعون بخطابهم، ويقعون ضحية لهم. كيف يمكن التصدي للظاهرة؟ > من الصعب جدا التصدي لها، لأنها تقع عبر الوسائل الإلكترونية، وعلى الدولة أن تشرع قوانين جديدة، للتصدي لمثل هذه الظواهر، وهي نوع من الجرائم الإلكترونية، التي يمكن أن تكون جناية أو جنحة، ويقع بسببها العديد من الضحايا. فإذا كانت الدولة تشرع قوانين بالنسبة إلى الجمعيات، التي لا تتوفر على المنفعة العامة، ولا يحق لها أن تجمع الأموال، فكيف يمكنها أن تسمح لهؤلاء الأشخاص بأن يجمعوا أموال، بالنصب بواسطة هذا النوع الجديد من "السعاية"، كما يجب على المواطنين الحذر، بدورهم. إن التصدي للظاهرة يتطلب، في البداية، الحذر، انطلاقا من قوله تعالى "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا". أجرى الحوار: صلاح الدين محسن * أستاذ علم الاجتماع (خاص)

“السعاية” الإلكترونية … 3 أسئلة إلى الدكتور علي الشعباني

الشعباني: تسول لا يخضع للمراقبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مروج "البوفا" بسلا في قبضة الأمن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات