بلاغ «بيجيدي» أغضب الديوان الملكي واجتماع طارئ لقادة الحزب لاحتواء الأزمة يفترض أن يقدم عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية استقالته، من منصبه، بعد صدور بلاغ عن الديوان الملكي، الذي اتهمه وقادة حزبه باستعمال القضية الفلسطينية ورقة تجارية، ونشر مغالطات خطيرة، وغير مسؤولة وإخضاعها لمزايدات حزبية ضيقة، رغم علم قادة حزب "المصباح" حرص جلالة الملك محمد السادس، مدبر السياسة الخارجية بحكم الدستور، على خدمة المصالح العليا للوطن، والقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ووضعية القدس. واتصلت "الصباح" بأكثر من قيادي في العدالة والتنمية للتعليق على ما جاء في بلاغ الديوان الملكي، بعضهم أغلق هاتفه المحمول، والبعض الآخر قال إنه لا علم له بمضامينه، فيما أكد البعض أنهم ينتظرون توجيهات الأمين العام بنكيران في هذا المجال، إذ أصدر بلاغا يمنع عليهم الإدلاء بتصريحات في هذا الشأن. وسيعقد قادة حزب الإسلاميين اجتماعا طارئا بالمقر المركزي للحزب بالرباط، لمناقشة مضمون بلاغ الديوان الملكي. وحسب السيناريوهات المتوقعة، وفق أكثر من مصدر، سيتم التفاعل مع بلاغ غضبة الديوان الملكي، إيجابيا، إما بتقديم بنكيران استقالته من منصب الأمانة العامة للحزب، أحد السيناريوهات الممكنة التي راجت في "صالونات الرباط"، أو تقديم اعتذار علني وتوضيحات بشأن المنزلق، الذي سقط فيه الحزب في بلاغ 7 مارس الجاري، شديد اللهجة الذي أغضب الديوان الملكي، واعتبر تهجما غير مبرر على ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي، وشك في السياسة الخارجية في دفاعها عن المصالح العليا للوطن في المحافل الدولية بأوربا وإفريقيا، والوقوع في خلط غير مبرر وتكرار اتهامات باطلة. وجاء رد الديوان الملكي بعد إصدار أمانة العدالة والتنمية، بلاغا شديد اللهجة، الثلاثاء 7 مارس الجاري جاء فيه" تستهجن الأمانة العامة المواقف الأخيرة لوزير الخارجية، الذي يبدو فيها وكأنه يدافع عن الكيان الصهيوني في بعض اللقاءات الإفريقية والأوربية، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الإجرامي على إخواننا الفلسطينيين، لاسيما في نابلس الفلسطينية"، مضيفة أن قيادة " بيجيدي" تعيد التذكير بالموقف الوطني، الذي يعتبر القضية الفلسطينية على المستوى نفسه من القضية الوطنية. وسبق لناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، أن رد مرارا على مداخلات أعضاء "بيجيدي" في البرلمان، أن جلالة الملك حريص كل الحرص على الدفاع عن فلسطين، والقدس الشريف، وأنه لا تغيير في سياسة المغرب في هذا المجال، بينما تشبث البعض منهم باللعب على هذه الورقة، والاحتجاج في الشارع والتهجم على سياسة التطبيع، علما أن سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق لـ "بيجيدي" ورئيس الحكومة السابق، هو من وقع على اتفاقية أبراهام المغربية الأمريكية الإسرائيلية بإشراف من الملك محمد السادس، وحينها دافع عبد الإله بنكيران نفسه، عن الاتفاقية وعن الدولة وأكد أنه "مجند وراء جلالة الملك الذي يدبر السياسة الخارجية بحكمة وتبصر، لأن له رؤية ثاقبة في اتخاذ القرار المناسب، الذي يرتكز أساسا على الدفاع عن المصالح العليا للوطن على مدى سنوات، رغم تقلب الظروف الجيو إستراتيجية"، قبل أن ينقلب فجأة ببلاغ غريب من حزبه في 7 مارس الجاري. أحمد الأرقام