أكد تحولها إلى ساعي بريد يسوق أطروحة جماعة إرهابية نيابة عن الجزائر اختارت جنوب إفريقيا خوض حرب بالوكالة ضد المغرب في الأمم المتحدة، من خلال تواطئها المفضوح مع الجزائر وصنيعتها بوليساريو، وتبنيها لأطروحة العسكر الجزائري، في انحياز سافر للجبهة الانفصالية، ضدا على حقيقة الواقع الذي شكل أرضية للاعترافات المتوالية بمغربية الصحراء، وفتح عشرات القنصليات بالأقاليم الجنوبية. وعرى عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في رسالتين وجههما إلى الأمين العام الأممي ورئيس وأعضاء مجلس الأمن، تحول جنوب إفريقيا إلى ساعي بريد لتسويق أطروحة الجزائر، معبرا عن بالغ أسفه للدور الذي تلعبه جنوب إفريقيا في دعم جماعة مسلحة ثبت ضلوعها في الإرهاب في منطقة الساحل، موضحا أن الإرهابي عدنان أبو الوليد الصحراوي كان عضوا في "بوليساريو" قبل أن يصبح زعيما لجماعة "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" الإرهابية. وفضح هلال تورط الجماعة الانفصالية في احتضان الصحراوي بمخيمات تندوف، لتلقي العلاج، قبل تصفيته في 15 شتنبر 2021، مضيفا أن مساعده أبو الوليد الصحراوي، المعروف بـ "لكحل سيدي سلامة" الملقب بـ"عبد الحكيم الصحراوي"، كان عضوا في "بوليساريو"، وتمت تصفيته في 23 ماي 2021. وعزز هلال ترافعه ضد ادعاءات جنوب إفريقيا، بالاستناد إلى نتائج تحقيق نشرته صحيفة ألمانية، استنادا إلى تقارير متطابقة للعديد من أجهزة الاستخبارات الأوربية، مؤكدا أن "بوليساريو"، جعلت من مخيمات تندوف مركزا لتمويل الإرهاب في منطقة الساحل، من خلال "الحوالة" التي تسمح بالتحويل غير المشروع ومجهول المصدر للأموال بين أوربا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، لفائدة الجماعات الإرهابية والفاعلين الضالعين في زعزعة الاستقرار الإقليمي. وأكد هلال أن البعثة الدائمة لجنوب إفريقيا تعمل بمثابة وسيط لكيان وهمي لا تعترف به الأمم المتحدة، مبرزا أن الجزائر أنفقت مبالغ طائلة لاستقدام من أسماهم مرتزقة الكلمة من أوربا ومناطق أخرى عبر طائرات خاصة، لحضور مؤتمر الجبهة، في وقت تعاني فيه نساء وأطفال مخيمات تندوف سوء التغذية وفقر الدم و"الدفتيريا" ونقص المعدات المدرسية. وعرى هلال العلاقة التي تربط جنوب إفريقيا بالجزائر، التي تعتبر الطرف الرئيسي في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، مؤكدا أن الجزائر التي كانت وراء إنشاء المجموعة الانفصالية المسلحة، وإيوائها على أراضيها، وتسليحها وتمويلها، تتجنب بعث رسائل "بوليساريو"، وتكلف جنوب إفريقيا بتلك المهمة الوضيعة، مطالبا إياها بالتحلي بالشجاعة السياسية وتعميم البيانات الدعائية لصنيعتها، عن طريق بعثتها الدائمة، موضحا أن تسخير الجزائر لمصادر خارجية لخدمة الاتصالات الدبلوماسية، يبرهن انعدام الضمير وعدم احترام الأمم المتحدة. وتحولت جنوب إفريقيا إلى ساعي بريد، يقول هلال، إذ وافقت بعثاتها الدائمة على تعميم رسالة موقعة، من قبل زعيم "بوليساريو"، على أعضاء مجلس الأمن، وهو الشخص الذي يتابع أمام القضاء في أوربا بتهم الاغتصاب والتعذيب. واكد هلال أن مجلس الأمن اعتمد بشكل نهائي، ومنذ أزيد من عقدين، خيار الحل السياسي، القائم على أساس البراغماتية والواقعية والتوافق والقبول المتبادل، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الدول تبنت هذا الخيار، من خلال الاعتراف بمغربية الصحراء، والدعم القوي والصريح للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، بالنسبة للعديد من البلدان الأخرى، وافتتاح قنصليات عامة في العيون والداخلة. برحو بوزياني