البيضاء… جحيم السير والجولان

حصار يومي قاتل لآلاف مستعملي الطرق يضحون بأعصابهم وصحتهم للوصول إلى وجهاتهم تفيض طرق البيضاء ومداخلها على مدار اليوم دون انقطاع، وتغرق الشوارع والمدارات والبدالات والقناطر والأنفاق في سيول من "الحديد"، ويصبح التنقل من الشمال إلى الجنوب، أو من الغرب إلى الشرق، أو العكس، قطعة من الجحيم. مئات الآلاف من السيارات الشخصية والشاحنات وحافلات المسافرين و"الطوبيسات" وسيارات الأجرة وعربات نقل البضائع والعربات المجرورة بدواب والدراجات ثلاثية العجلات والدراجات النارية، "تصنع الحدث" كل يوم في عاصمة المال والاقتصاد والاستثمار، إذ يتحول الوصول إلى وجهتك في الموعد المحدد انتصارا يستحق أن يحكى. فما يقع بالمداخل الكبرى للمدينة ووسطها وفي مقاطعاتها الهامشية، لا يحمل أي اسم آخر غير الموت بالتقسيط، إذ يطلب من 3 ملايين مواطن الصبر والتعايش مع بنيات تحتية وطرق شوارع لم تعد تتحمل انفجارا كبيرا في عدد مستعملي وسائل النقل الخاصة، وتمددا عمرانيا خرافيا في أطراف المدينة وضواحيها، لم يواكبه مخطط لتطوير منظومة النقل والتنقلات والطرق. واليوم، جرب سكان البيضاء والضواحي جميع حلول الأرض، ولم يعودوا يملكون غير حلول السماء، أي اقتناء طائرات خاصة، أو مروحيات صغيرة من أجل الوصول إلى مقرات عملهم وجامعاتهم ومدارسهم ومستشفياتهم في الوقت المناسب. ي . س ادخــلــوه غــيـــر ســـالمين أخطر مقطع طرقي يربط بين مدارة غاندي بالمعاريف ومدخل المطار الدولي بالنواصر يُرشح المقطع الطرقي من مدار غاندي بمقاطعة المعاريف إلى مدخل مطار محمد الخامس بالطريق السيار برشيد- البيضاء (في الاتجاهين)، لدخول موسوعة غنيس، باعتباره المقطع الأصغر في العالم الذي تقطعه في ساعة ونصف الساعة على الأقل. ويشكل هذا المقطع الممتد على 30 كيلومترا، واحدا من النقاط السوداء بالبيضاء، التي تتطلب حلا سريعا، نظرا إلى الكثافة السكانية العالية الناتجة عن التوسع العمراني الكبير بعمالة النواصر، خصوصا بوسكورة. وتستعمل آلاف السيارات والشاحنات وحافلات نقل المستخدمين وحافلات النقل المدرسي وسيارات الإسعاف، هذا المقطع الذي ينطلق من وسط مقاطعة المعاريف (جزء من شارع إبراهيم الروداني، ويصل إلى طريق الجديدة، بكل تفرعاتها وأزقتها الجانبية وعدد كبير من المدارات ونقاط التوقف، ثم يعبر قنطرة سيدي معروف الشهيرة، ليصل إلى بداية الطريق السيار المؤدية إلى المطار الدولي والنواصر وبرشيد ومراكش. وتتدفق حركة سير خرافية في هذا المقطع، خصوصا في أوقات الصباح، وما بعد السادسة مساء، إذ يعبر السائق بمشقة الأنفس من مدارات مقاطعتي المعاريف والحي الحسني إلى الطريق المؤدية إلى الطريق السيار. وحين تعتقد أنك نفذت بجلدك وسيارتك وأعصابك، تصطدم بعدد كبير من الحواجز وعلامات التشوير وعلامات التنبيه التي تطلب منك تخفيض السرعة، وانتظار دورك للمرور في طابور طويل يمتد لثلاثة كيلومترات على الأقل. ومنذ أكثر من سنتين، انتهت شركة الطرق السيارة من توسيع مقطع الطريق بين برشيد والبيضاء الرابط بين مطار محمد الخامس، والمدخل الشرقي للمدينة، قبل أن تتعاقد مع شركة أشغال أخرى، لإنجاز 30 كيلومترا تقريبا من برنامج تثليث الطريق، وبالضبط في المقطع الرابط بين المطار الدولي، ومدخل البيضاء من جهة الحي الحسني. ومازالت الأشغال مفتوحة في هذا المقطع الكبير، ومازالت آلات الحفر الكبرى تشتغل لتوسيع الطريق من الجهتين، دون أي مؤشر على انتهاء هذا الورش في أجل قريب. وعلى مدار اليوم، تختلط الأشغال بآلاف السيارات والشاحنات القادمة من الاتجاهين، خصوصا في فترة الصباح، إذ يغادر سكان بوسكورة، إلى وسط المدينة. وما إن تنتهي من كل ذلك، حتى تسقط في جحيم أكبر، إذ تتعطل الحركة من نقطة المراقبة الأمنية في مدخل الحي الحسني جنوبا، إلى حدود مدارة غاندي بالمعاريف، إذ تصطف سيارة وراء أخرى، وشاحنة وراء حافلة على امتداد النظر. ولتفادي الاكتظاظ الخانق، يلجا أصحاب سيارات إلى استعمال بدال (العقدة أ) بمحاذاة مقر المكتب الشريف للفوسفاط والأنفاق الموجودة على الطريق الوطنية رقم 1 في المدخل الجنوب-الشرقي للمدينة. ويساعد هذا المقطع الطرقي الهام، الذي يعد ثمرة شراكة بين وزارتي الداخلية والاقتصاد والمالية ووكالة التعمير والتنمية أنفا، في الولوج المباشر لـ"كازا فايننس سيتي" انطلاقا من المطار، كما سهل التنقل في اتجاه ليساسفة وطريق الجديدة، ولو بشكل نسبي. يوسف الساكت

البيضاء… جحيم السير والجولان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"أشباح" في ملفات السطو على العقارات

طريقا أزمور والرحمة... رحلة عذاب

مقالات ذات صلة