متطوعون يحملون المؤن للرحل وسلطات تنغير تفك العزلة عن 500 أسرة ما تزال عملية شق الطرق والمسالك للوصول إلى القرى البعيدة، ومراعي الرحل بأقاصي الجبال، مستمرة منذ الأسابيع الأولى لتساقط الثلوج، إذ تمكن متطوعون من الوصول إلى آخر الأسر من الرحل العالقين، بمنطقة أزيلال، وتم تزويدهم ببعض المواد الغذائية والأعلاف. وغير بعيد عن جبال أزيلال، يعيش سكان أوزيغمت بجماعة اغيل نمكون، المحاذية لأحد أطول الجبال وأخطرها بالمغرب، والذي لا يصل إليه إلا المتسلقون المحترفون، ويستغرق الوصول إليه من تنغير أو أزيلال، أكثر من يومين مشيا، واقعا مريرا، بعد عجز الآلات عن فك العزلة عن هؤلاء السكان المحاصرين، غير أن السلطات تمكنت في الساعات الأخيرة من الوصول إليهم، بعد أزيد من 17 يوما وسط الثلوج. وأطلق سكان المنطقة نداء استغاثة طالبوا من خلاله السلطات بالتدخل لإنقاذهم، وجاء في مقطع فيديو نشره المتضررون، أن السكان محاصرون منذ 17 يوما وسط الثلوج، ويعانون غياب المواد الغذائية والأدوية، ويضيف المقطع نفسه، أن السكان يعانون في صمت، وأن شبكة الاتصالات مقطوعة منذ فترة، كما أن الرحل يحصون الخسائر التي لحقت قطيعهم، وأنهم لم يستفيدوا من الأعلاف للحفاظ على أرزاقهم. وناشد السكان عامل الإقليم للتدخل في أقرب وقت، كما قال أحد المتدخلين، إن بعض السكان لا يجدون ما يسدون به رمقهم، وأن السيارات التي دخلت إلى الجماعة لم تتمكن من مغادرتها، الأمر نفسه بالنسبة إلى المزودين للمحلات الغذائية، الذين عزلهم الثلج عن نقاط التوزيع المعتادة. ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن سلطات تنغير تحركت مرة أخرى لمساعدة السكان بهذه المناطق، بعد فشلها في ذلك في المرة السابقة، إذ لم تتمكن الآليات من إحراز تقدم ملموس، بسبب سمك الثلوج وضيق المسالك وضعف تعبيدها، ما يشكل خطرا على العاملين والآليات. وفي منطقة أزيلال، تمكن 10 شباب بعد تنسيق مع السلطات، من الوصول إلى بعض أسر الرحل العالقة بدورها منذ أيام في منطقة مراعي تاترات وأزكزاو وتالمرين، وهم شباب محترفون في تسلق الجبال، وينتمون إلى منطقة تاغية السياحية، ولهم خبرة في تسلق الجبال مع فرق السياح الأجنبية، وهو ما مكنهم من الاطمئنان على الأسر الخمس وتزويدها ببعض الأعلاف، في انتظار إرسال معونات أخرى بعد تعبيد الطريق. عصام الناصيري