قال مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح"، إن الأشخاص الذين يتعرضون إلى أحداث ومواقف مؤلمة ينبغي عليهم أن يعملوا على تجاوزها بشكل تدريجي. "إن التوازن النفسي مهم جدا"، يقول علوي أمراني، مضيفا "صحيح أن التعامل مع الأحداث المؤلمة يعد أمرا صعبا، بل تحديا كبيرا، لكن الحياة لا تتوقف عندها وإنما تستمر". ويختلف تعامل الأشخاص مع الأحداث المؤلمة تبعا لمدة وقوعها، يقول علوي أمراني، مضيفا أنه كلما تعلق الأمر باجتياز محطات صعبة في الطفولة، فهي تظل راسخة ويكون أثرها سلبيا. وتتعدد أسباب الأحداث المؤلمة من بينها التعرض للعنف، خاصة من قبل الأقارب مثل الأب أو الأخ، والذي كلما ترك أثرا جسديا أو عاهة ينتج عنه شعور كبير بالألم. وإلى جانب التعرض إلى العنف بشتى أنواعه، فإن من بين الأحداث المؤلمة التي تترك جرحا كبيرا لدى البعض ويصعب التخلص منها، عدم القدرة على نسيان موت شخص ما، خاصة إذا كان بشكل مفاجئ. "حين يتعلق الأمر بالموت، فإن شعور الشخص نتيجة الحدث المؤلم أمر طبيعي، كما أن من حقه التعبير عن ذلك بالبكاء أو الحزن دون المبالغة ما يؤدي إلى الدخول في مرحلة الاكتئاب" يقول علوي أمراني، داعيا إلى الحرص على التجاوز التدريجي والعودة إلى مزاولة مختلف الأنشطة اليومية. ومن أجل تجاوز الأحداث المؤلمة والأثر النفسي السلبي الناتج عنها، ينصح بأهمية شعور الشخص بدفء العلاقات الإنسانية والأسرية من أجل مساعدته على فتح صفحة جديدة في مساره. وأضاف علوي أمراني أنه من الصعب التعامل مع الحالات التي تظل رهينة الأحداث المؤلمة أو إقناعها بطي صفحة الماضي، ما يتطلب اتباعها حصصا للعلاج لدى مختص نفسي. أ. ك