ثلاثة خطوط لتعزيز مخطط التنقلات وتلبية الحاجة إلى التنمية الحضرية يندرج مشروع "ترام باص" الذي اختير له اسم "أمل واي" ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020- 2024، الموقع في الرابع من فبراير 2020 تحت الإشراف الفعلي لجلالة الملك، ويشكل إحدى الدعامات الأساسية لمخطط التنقلات الحضرية في أفق 2030، الذي تنفذه "شركة التنمية المحلية أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية". ويروم مشروع "ترام باص" إنشاء ثلاثة خطوط للنقل العمومي، تستعمل الحافلة ذات المستوى العالي من الخدمة. وسيربط الخط الأول من المشروع ميناء أكادير الواقع شمال المدينة بحي تكوين الموجود بالجنوب الشرقي، أما الخط الثاني، فسيربط أكادير بمدينة آيت ملول، مرورا بكل من بنسركاو والدشيرة وإنزكان، في حين يربط الخط الثالث بين آيت ملول ومدينة تكوين، ليشكل مسارا مغلقا يربط بين ستة مراكز حضرية كبرى. الخط الأول... 60.000 رحلة يومية يمتد الخط الأول الذي انطلقت به الأشغال، والمهيكل لشبكة النقل العمومي بمدينة أكادير، على المحور شمال-جنوب-شرق، رابطا ميناء أكادير بأحياء تكوين عبر العديد من الأقطاب الرئيسية كالمركز الإداري وشارع الحسن الثاني وسوق الأحد وشارع الحسن الأول والقطب الجامعي وحي الهدى، والمنطقة الصناعية تسيلا ومركز تيكوين. وسيوفر"أمل واي"خدمات تعادل ما يقدمه الطرامواي، على طول 15,5 كيلومترا تتخلله 35 محطة توقف وستة أقطاب للتبادل، من خلال حافلات عصرية ومريحة، متميزة بالسرعة والانتظام، بمعدل حافلة واحدة كل 5 دقائق، ابتداء من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة العاشرة ليلا. ويعرض الخط الذي يقدر تردده بستين ألف راكب يوميا، بإمكانية ولوج محطاته للأشخاص محدودي الحركة وضعاف البصر، مقدما خدمته لـ 105.000 شخص في محيط 500 متر حول الخط. وسيشتغل الخط بـ 33 حافلة بسرعة 20 في الساعة، وسيعمل "الترام باص أمل واي"، على تحسين عيش سكان أكادير الكبير وتعزيز التنقل المستدام به. وبالتالي، فسيتم تزويد هذه الحاضرة بوسيلة فعالة للنقل العمومي، مندمجة للغاية في بيئتها الحضرية وقادرة على الاستجابة للحركية المتزايدة وتلبية الحاجة إلى التنمية الحضرية لعدد كبير من الأحياء. تقدم الأشغال تجري الأشغال في ثلاثة أشطر عبر ثلاثة مقاطع طرقية، تتشكل من المسار الأول يمتد على طول 3.9 كيلومترات، عبر ثلاثة محاور، انطلاقا من محطة الوصول الميناء، إلى ساحة السلام (الباطوار) عبر المنطقة السياحية ومركز المدينة، فوق مساحة إجمالية تقدر ب 11 هكتارا. وتتخلل هذا المقطع عشر محطات الإركاب، وسينجز بميزانية تبلغ 123 مليون درهم. ويمتد الشطر الثاني على طول 5.2 كيلومترات، من ساحة السلام إلى محيط الجامعات، عبر الداخلة، إذ يتم تطوير منطقة المركب التجاري سوق الحد، باعتباره مركزا للتبادل. ويتم تطوير المقطع على طول 14.7 هكتارا، بميزانية تبلغ 167 مليون درهم، وستقام به عشر محطات ومرزا ثانيا للتبادل بالمحور الطرقي شرق-غرب. ويربط الشطر الثالث من الخط الأول مركز التبادل بمحيط الجامعات حي الهدى والحي الصناعي تاسيلا، ليصل إلى المحطة الأخيرة بسوق الخميس بتكوين، مرورا بشوارع بن عبود والكرسيفي والفارابي وأزغار وأسمان وتفوكت والويصال وشارع تودرت، مرورا بـ 14 محطة للإكراب، وسيقطع 6.4 كيلومترات، مستغلا مساحة كلية تبلغ 21.6 هكتارا. وتبلغ الميزانية المرصودة لهذا الشطر 179 مليون درهم. وسيتم تجهيز جميع التقاطعات بالمراحيض والأكشاك ومراكز الشرطة، وتجديد 23.9 كيلومترا من التطهير السائل. تجديد شبكة التطهير كلف مشروع إنجاز الشطر الأول من"ترام باص" تجديد ما طوله، 23.9 كيلومترا من التطهير السائل و10.14 كيلومترات من قنوات شبكة الماء الصالح للشرب، و18.79 كيلومترا من شبكة ألياف الاتصالات للفاعلين في مجال الاتصالات الهاتفية والأنترنيت بالسوق المغربية. وتم دمج الوصلات الضرورية لإمدادات بالمياه والكهرباء والصرف الصحي في جميع أجزاء المشروع. وسيضم قطب تبادل ميناء الصيد، الذي سيقام على مساحة إجمالية تقدر ب 4.3 هكتارات بمبلغ 29 مليون درهم، خمس منصات الركوب خمسة لـ"باص واي) وثلاث لحافلات النقل العمومي التقليدية، وحوالي 200 موقف للسيارات. وسيستفيد خط الحافلات ذات المستوى العالي، من ممر مخصص حصريا لحركة حافلاته، كما هو الحال بالنسبة لخط "الترام واي"، مع إقامة أنظمة تضمن إعطاء الأسبقية له عند مفترقات الطرق، ووضع قيد الخدمة لمعدات متحركة ومحطات مريحة بتصميم عصري بجودة تعادل جودة "الترام واي". كما يوفر الخط للركاب المعلومات في الوقت الفعلي وطريقة عصرية في إصدار التذاكر. ولذلك يوصف الترام بيس بأنه ترام يسير على إطارات بدون قضبان. دفعة جديدة سيعطي خط "ترام باص" دفعة جديدة في قطاع النقل وفي التهيئة الحضرية المرتبطة به، إذ ستتم مواكبة إنجازه إعادة تنظيم مجموع شبكة النقل العمومي وتيسير المواصلات وتوفير المعلومات في الوقت الحقيقي وضبط التنقلات. ويرافق إنجاز طريق الأمل إحداث أقطاب للتبادل لتحسين الاتصال بين وسائل النقل المختلفة المتواجدة كالحافلات وسيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة والسيارات الخاصة، فضلا عن مجموعة من الخدمات للاستفادة من فترة الانتظار وجعله أكثر راحة وأمانا. كما ستتم تهيئة أماكن للدراجات بكل محطة لتمكين المرتفقين من الوصول إلى إحدى المحطات أو إنهاء رحلتهم على متن الدراجة، وستكون جميع المرافق في متناول الأشخاص محدودي الحركة عبر توفير منحدرات لولوج المحطات وحافلات ذات أرضية منخفضة بمستوى الأرصفة. ودخل المشروع مراحله النهائية بعد إطلاق الأشطر الثلاثة، حيث انطلقت الأشغال بالشطر الثاني والثالث منذ فبراير الماضي 2022 من مسار الحافلات عالية الجودة. محمد إبراهمي (أكادير)