كتاب الباحث بورقية يتناول أوجه العنف الحضري من خلال مشجعي كرة القدم صدرت حديثا الطبعة الثانية لكتاب "إلترات في المدينة.. دراسة سوسيولوجية حول أحد أوجه العنف الحضري" للباحث عبد الرحيم بورقية، الصادر باللغة الفرنسية عن منشورات "ملتقى الطرق". الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في 2018، محاولة لفهم الأوجه المتعددة للعنف الحضري من خلال تحقيق ميداني يغوص في تلافيف المجموعات المشجعة لفرق كرة القدم. وينطلق بورقية في بحثه حول العنف في الملاعب من الرغبة في فهم منطق العضوية المشترك ومن خلال مجموعة من الأسئلة التي تؤطر بحثه من قبيل: كيف يصبح المرء عنيفًا؟ وكيف تحدث أعمال العنف هذه؟ وهل يتعلق الأمر بمشجعين أم جانحين أم هما معا؟ وكيف يمكن التقليل من أهمية العنف في مجتمعنا سواء حدث قبل المباريات أو أثناءها أو بعدها؟، وهل هذه الأعمال التخريبية التي تتم في مجموعات هي شكل من أشكال التضامن الجديد الذي جاء للرد على الإقصاء الذي يكون مرتكبوها ضحايا له؟ كما تساءل الباحث نفسه عن المجموعات الداعمة أو الإلترات؟ وما هي الأنشطة التي ينخرطون فيها؟ وما هو دورهم داخل وخارج الملاعب؟ ماذا يفعلون للإشراف على أعضاء مجموعتهم ووقف الاشتباكات التي يمكن أن تنتج عن تسلسل عملية الفظاظة بين مجموعاتهم العدائية؟، مجموعة من الأسئلة التي تسمح لك بالتعمق في تحليل الإجراءات الجماعية لمجموعات المؤيدين والإلترات، بين الحزبية والاحتفالات وتنظيم الأعمال الرائعة ، والتيفو ، والأغاني ، والشعارات ، وتصميمات الرقصات واللافتات. ويشير الباحث الفرنسي دومينيك بودين في تقديمه للكتاب إلى أن هذه الظاهرة لا تتعلق بإعادة استنساخ النموذج الأوربي في المغرب، بل بظاهرة اجتماعية من صميم البيئة المغربية، وإن وجدت هناك قواسم مشتركة وسط مجموعات المشجعين، بما في ذلك الهويات الفردية التي تنخرط في الهويات الجماعية. ويتتبع الكتاب حركات الإلترات، والتي توجد في العديد من المدن المغربية والفرق التابعة لها، وتتمركز بشكل رئيسي في البيضاء، حيث المجموعات المساندة لفريقي الرجاء والوداد، ويغوص في أشكال التشجيع التي يبتكرونها والمبادئ التي يرتكزون عليها، وأيضا المجالات التي يتنافسون فيها، ويصرفون فيها عنفهم الرمزي. عزيز المجدوب