جمعية مبادرة الخير انطلقت من درب السلطان لتحقيق نهضة شمولية والإسهام في تكوين جيل مؤثر وفعال طالما شكل العمل التطوعي مبدأ لدى عبد الفتاح زكي، ابن منطقة درب السلطان بالبيضاء، منذ نعومة أظافره بعدما تلقن أساسيات العمل الجمعوي بدور الشباب، التي ارتادها وهو يشق طريقه في الحياة. بعد تجربة ليست بالقصيرة على يد أساتذة ومؤطرين كبار، قرر عبد الفتاح في 2013 خوض تجربة جديدة، تتمثل في تأسيس جمعية مبادرة الخير، واستقطاب عدد من الكفاءات الشابة واليافعين، الذين يؤمنون بأهمية العمل التطوعي في خدمة الوطن والمواطن. ومن الأمور التي تجعل جمعية مبادرة الخير تدخل ضمن المتوجين في نادي "قافزين"، أن أنشطتها لم تنحصر في مبادرة موسمية، مقابل الانسحاب طيلة السنة، أو محاكاة أنشطة أكل عليها الدهر وشرب، بل اختار القائمون عليها إيلاء أهمية قصوى لتعليم أفراد المجتمع وتكوينهم كل ما يفيدهم في حياتهم لتحقيق التطور والازدهار في عالم متغير. ومنذ تأسيس الجمعية، بادرت الطاقات الشابة التي تتكون منها، إلى تسخير أفكار ومبادرات غير مسبوقة في منطقة درب السلطان والعاصمة الاقتصادية، تتمثل في دورات تكوينية منظمة بمستوى عال، تشرف عليها كفاءات كبيرة لإنجاح مشروع المساهمة في صناعة مجتمع نافع، عبر مبادرات متنوعة تزاوج بين العلم والتكوين والمشاريع الخيرية. التربية الطرقية في ظل معضلة حوادث السير الناتجة عن سلوكات بعض السائقين والراجلين، أخذ شباب الجمعية على عاتقهم الاشتغال على الجانب التوعوي، بهدف إقناع أفراد المجتمع بمختلف فئاته العمرية والاجتماعية، بضرورة إعادة النظر في سلوكات التعامل مع الطريق، حتى يتم تجنب التسبب في حوادث السير، التي يمكن أن تسبب أضرارا لصاحبها أو للمحيطين به. وإدراكا من القائمين على الجمعية، أهمية استهداف الناشئة لزرع مجموعة من القيم الفضلى، باعتبارهم نساء ورجال الغد الذين يعول عليهم لحمل مشعل التغيير الإيجابي وترسيخ سلوكات مواطنة يتمخض عنها مجتمع متطور، اختارت جمعية مبادرة الخير التفاعل مع حدث تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية، الذي يصادف 18 فبراير من كل سنة، بتنظيم صبيحة تحسيسية توعوية حول التربية الطرقية والوقاية من حوادث السير لدى النشء، بتنسيق مع دار الشباب المشور السعيد. ترسيخ قيم التضامن من الأمور التي تميزت بها جمعية مبادرة الخير، أنها لم تعد منحصرة فقط في منطقة درب السلطان، فبعد أن قدمت العديد من الخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية للأسر والأطفال، قررت توسيع دائرة مبادراتها، إذ في إطار أنشطتها الاجتماعية والتضامنية، وتفعيلا لأهدافها الكبرى في ترسيخ مبدأ شباب الخير في خدمة الغير، نظمت الجمعية بتنسيق وشراكة مع جمعية العهد الجديد للأشغال الاجتماعية والثقافية والتنمية الفلاحية وعدة شركاء بقيادة سكساوة دائرة إمنتانوت إقليم شيشاوة، الدورة السادسة للقافلة التضامنية، من أجل شتاء دافئ. وتخللت القافلة التضامنية التي نظمت تحت شعار : "الجد من الموجود"، توزيع مجموعة من المواد الغذائية الأساسية وكذا مجموعة من الملابس على الأسر الفقيرة والمحتاجة، باعتبار أن المنطقة المستهدفة من هذه العملية، تعد من المناطق التي تعيش الفقر والهشاشة. وهي التي علق عليها رئيس وأعضاء الجمعية بالقول "ننطلق دائما من المبادرة لنصل إلى روح المبادرة، نحن هكذا، جند مبادرة الخير". ورش حماية الثروة المائية سعيا منها للانخراط في الورش الوطني للحفاظ على الثروة المائية، وتحت شعار "الماء غادي ويقل.. بالعقل نتعاونو على الحل"، نظمت جمعية مبادرة الخير بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية الفداء مرس السلطان حملة تحسيسية توعوية، عبر ورشات تواصلية لفائدة تلاميذ وتلميذات مدرسة "عمر ميكري" الابتدائية، من أجل توعيتهم بضرورة الحفاظ على المياه وترشيد استعمالها، وفق برنامج معد خصيصا لهذه العملية التطوعية. واختارت الجمعية، القيام بهذا النشاط من أجل إشاعة التربية على التدبير المعقلن للموارد المائية وتعزيز المحافظة على الماء وترشيد استهلاكه بالمؤسسات التعليمية أو بالوسط الأسري، عبر التحسيس بالإشكاليات المرتبطة بندرة المياه. مبادئ الجمعية جمعية مبادرة الخير، جمعية تنموية اجتماعية ثقافية رياضية بيئية مستقلة، تأسست لقناعة مكوناتها بمشروع النهضة وتفاؤل أعضائها بمستقبل زاهر للمغرب، إذ أكد جنود هذا التنظيم الجمعوي عزمهم على الإسهام في رقيـه. وتتمثل رؤية جمعية مبادرة الخير في تحقيق نهضة شمولية، والإسهام في إيجاد جيل جديد له دور مؤثر وفعال في تنمية المجتمع، يتميز بالأمل والتفاؤل والتعاون والإبداع والابتكار والمبادرات الايجابية . ومن الرسائل التي تحرص الجمعية الشابة على إيصالها إلى مكونات المجتمع المغربي، إشاعة فكر التنمية بالإيمان والإسهام الفعال في توجيه الشباب وتشجيعهم بالقيام بمشاريع نهضوية تخدم مصلحة الفرد والمجتمع، وتكون فيه الجمعية مركزا إشعاعيا للدراسة والتخطيط في كل التخصصات. وأوضحت مكونات الجمعية على أن العمل التطوعي يسعى لبث روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة، مضيفة "التطوع هو ممارسة تتطلب ثقافة ووعيا بما يقدم لنا وللآخرين، لأن التطوع هو منا ولأجلنا، وهو نابع عن خلق العطاء العظيم ويعتبر عملا ساميا وجميلا". محمد بها