امتيازات في الولوج إلى الثقافة والفن والمواصلات والسكن يرتقب أن يرى جواز الشباب النور في الأشهر المقبلة، وهو عبارة عن تطبيق يمكن الشباب من امتيازات بالجملة، في مجالات مختلفة، سواء تعلق الأمر بالولوج إلى الفضاءات الثقافية أو الرياضية، أو التظاهرات والأنشطة الفنية، ناهيك عن المواصلات والسكن، وغيرها من المجالات. وسيكون هذا الجواز عبارة عن تطبيق إلكتروني، سيحمله الشباب الأقل من 30 سنة على هواتفهم، قصد تمكينهم من امتيازات كثيرة، بالنظر إلى القدرة الشرائية المتدنية لهذه الفئة، والتي تحرمها من الولوج إلى الكثير من الفضاءات، بهدف مصالحة الشباب مع مختلف الفضاءات. وتستمد هذه الفكرة قوتها من النجاح الباهر، الذي حققته في بعض الدول الغربية، والتي تتيح للطلبة والشباب امتيازات كثيرة، إذ يستفيدون من تخفيضات على أسعار التنقل في وسائل النقل العمومي، الأمر نفسه بالنسبة إلى ولوج قاعات السينما والتظاهرات الفنية والثقافية غير المفتوحة للعموم، كما ستشمل هذه التخفيضات تعريفة الولوج إلى الحدائق والمتاحف والمعارض. وتقف وراء هذا المشروع وزارة الثقافة والشباب والتواصل، والتي تسعى إلى عقد شراكات مع مختلف مؤسسات الدولة، كما أن المرحلة الأولى من تفعيل جواز الشباب ستشمل جهة الرباط سلا القنيطرة، بشراكة مع شركة "الرباط للتنشيط"، وشركة "ترام الرباط سلا". وأما المرحلة الثانية، فسيكون هناك تنسيق وشراكات مع المكتب الوطني للسكك الحديدية، بغية توفير خدمات تنقل لفائدة الشباب تشمل الجهة بأكملها، في أفق تعميم التجربة التي ستمتد أيضا إلى المجال القروي، وستمضي بشكل تدريجي من أجل تجنب الوقوع في مشاكل تقنية. وبخصوص السكن وتقديم تسهيلات بنكية، فيرتقب أن تعقب المراحل الأولى للمشروع، إذ يسعى إلى مساعدة الشباب على الحصول على سكن مناسب. وتأتي هذه المبادرة التي تعدها الوزارة لفائدة الشباب، من أجل تغيير النمط السائد في المجال الثقافي بالمملكة، ففي الوقت الذي يشكو فيها صناع السينما والموسيقى، ومنظمو الحفلات الفنية والتظاهرات الثقافية، ضعف الإقبال عليها، سيساهم هذا الجواز في دينامية جديدة في القطاع، إذ سيشجع هذا الإطار الجديد الشباب على الإقبال على الثقافة. وبما أن كلفة الولوج إلى الثقافة مرتفعة نسبيا، مقارنة بالقدرة المالية للشباب، فإن الجواز سيمكن من ولوج السينما بأسعار معقولة، وهو ما سيدفع صناع الأفلام والإبداع عامة إلى رفع الجودة، والانفتاح على الأعمال المستقلة (غير المدعمة من الدولة)، لأن سوقا جديدة من الزبائن أصبحت في متناولهم. عصام الناصيري