كوميديا “الكابرانات”… الخطابي جزائري

أسد الأطلس من جبال الجزائر وصورة "كاريان" في وهران تنسب إلى المغرب تفوق إعلام «كابرانات» الجزائر على أشهر برامج الكوميديا العالمية، بل إن أطباء ينصحون مرضاهم بتتبع القنوات التلفزيونية ووكالة الأنباء الرسمية للجارة الشرقية، للتعافي من الاكتئاب والوسواس القهري. لن تجد في العالم محللين ومعدي برامج تلفزيونية، مثل الجزائريين، إذ يبثون هورمون السعادة في أجساد متتبعيهم، ويستحيل أن تشاهد برنامجا سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو رياضيا، دون أن تصاب بالإغماء من شدة الضحك، أو تستلقي على الأرض، أو تموت ميتة غريبة سيدون أطباء التشريح في تقريرهم أن سببها "الموت من كثرة القهقهة". من بين البرامج التي صنفت بأنها سياسية، فاكتشف المشاهدون بأنها أبرع ما أنتج في الكوميديا، نقاش على "بلاطو" جزائري يتحدث فيه المحللون بأن عبد الكريم الخطابي أصله جزائري، وأنه تشبع بالأفكار الجزائرية، قبل التوجه إلى الريف. وفي الوقت الذي امتعض بعض المؤرخين من نسبة شخصية ذكرت شجرة أنسابها وأصولها بالتفصيل، معتبرين أن تحريف الجزائر للوقائع التاريخية ونسبتها إليها تغليطا، دعوا إلى مقاطعة القناة التلفزيونية، ونصح آخرون بالاستمرار في مشاهدتها والاستمتاع بمضمونها الفكاهي الذي لا يقتصر على المحللين فقط، بل تتداوله شخصيات عمومية، إذ يكفي أن مستشار "تبون"، المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية حضر ندوة عمومية، هدفها التأكيد أن معارك الخطابي لصد الإسبان استلهمها من الجزائريين. ولأن جراح الجزائريين في قضية السطو على الزليج المغربي لم تندمل بعد، فقد بثت القناة الجزائرية "النهار" مسرحية فاشلة، عبارة عن "ربورتاج» تحدث عن إحباط تهريب ما وصف بـ»الزليج الجزائري»، الذي يعود إلى عهد العثمانيين، إلى المغرب، حيث ظهرت مشاهد جمركي يستخرج قطعا من الزليج من صناديق كرتونية كانت متجهة إلى المغرب، حسب السيناريو المعد، غير مبال بحقيقة أن الحدود الجوية بين المغرب والجزائر مغلقة، وأن "الزليج المهرب» يرجع إلى حقبة العثمانيين، رغم أنه استخرج للتو من الصناديق الكرتونية، دون وجود خبراء في الآثار، ما جعل أحد المعلقين يقول ساخرا «عليهم كتابة سيناريوهات أفلام وبيعها للهند». ولا يقتصر الأمر على الزليج والقفطان والملحون، إذ و صل التضليل الجزائري إلى حد نسب لقب "أسود الأطلس" للمنتخب الجزائري، إذ زعمت قناة "الهداف" أن المنتخب المغربي ليس الأجدر بحمل هذه التسمية، التي هي في الأصل اسم جزائري ويخص الجزائريين، بداعي وجود نسبة كبيرة من سلسلة "جبال الأطلس" في الجزائر، إضافة إلى أن آخر الأسود المنقرضة ظهرت في الجزائر، وعبر محللو القناة عن عدم رضاهم على اختيار "الفنك" رمزا للمنتخب الجزائري، وتميمة لكأس إفريقيا للاعبين المحليين التي ستقام في الجزائر، داعين إلى تعويضه برمز "أسد الأطلس" الذي عرف بارتباطه بالمنتخب المغربي. أما قمة المهازل، فنشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، التي يجمع متتبعوها على أنها ثكنة عسكرية سيطر عليها جنرالات النظام العسكري الجزائري، إذ اعتادت استخدام الصور المفبركة وتزييف الحقائق وترويج أخبار كاذبة، منها تقرير عما أسمته كذبا ب"تفشي القحط و الركود في المغرب»، واستعانت بصورة لأحد أحياء دور الصفيح على أساس أنه من المغرب، بينما الصورة تعود إلى حي صفيحي يدعى "بوعمامة الحاسي» بوهران، الذي يفتقد لأبسط مقومات الحياة، مقابل حياة الثراء التي يعيشها جنرالات النظام. خالد العطاوي

كوميديا “الكابرانات”… الخطابي جزائري

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أحزاب الصحراء في ورطة "أوراش"

تحت الدف

مقالات ذات صلة