باريس تلعب ورقة الضغوطات الاقتصادية

شركات أعلنت انسحابها من المغرب وأخرى تتحرك للظفر بصفقات كبرى تستمر تهديدات الفاعلين السياسيين والاقتصاديين بباريس، عبر ممارسة ضغوطات للاستفادة من المشاريع الكبرى التي يعرفها المغرب، خاصة في البنيات التحتية والمشاريع الصناعية الكبرى. وتضغط باريس على المغرب من أجل الحصول على صفقات إنجاز مشروع القطار الفائق السرعة" تي جي في"البيضاء- مراكش، ومراكش-آكادير، بعد أن تناهى إلى علمها دخول الصين على الخط، وتقديم عروض أكثر إغراء، لإنجاز تلك المشاريع بأقل تكلفة مقارنة مع قطار طنجة -البيضاء. واستمرت ضغوطات باريس قصد إيقاف التوجه نحو إلغاء التدبير المفوض لشركات توزيع الماء والكهرباء والتطهير الصحي، التي تدر على باريس الملايير من الأرباح التي تحول إليها سنويا، على غرار شركات أخرى تشتغل في المناطق الحرة، وتربح الملايير. وهدد برونو لومير، وزير الاقتصاد الفرنسي، بنقل مصانع السيارات من طنجة والقنيطرة إلى فرنسا على عهد حكومة سعد الدين العثماني، وتجنب المغرب هذا الضغط الكبير، بتنفيذ مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة السابق، وسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، لسياسة التهدئة مع التشبث بالقرار السيادي للدفاع عن المصالح العليا للوطن، إذ تمكن الطرفان من توقيع تسع اتفاقيات بباريس، تهم مجالات متنوعة للتعاون الثنائي، تتوخى بث دينامية جديدة في الشراكة بين البلدين. وتبدد الخلاف القائم بين الطرفين، من خلال توقيع تلك الاتفاقيات التي تهم مجال الملكية الصناعية بين المعهد الوطني للملكية الصناعية، والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية وقعها وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، ومولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي السابق. ومارست فرنسا ضغوطات لكي تستمر اللغة الفرنسية في أسلاك التعليم، مقارنة مع الإنجليزية اللغة العلمية، والعالمية الأكثر تداولا وبها تصدر الأبحاث العلمية، إذ تمردت دول إفريقية على فرنسا وغيرت نظامها التعليمي من الفرنسية إلى الإنجليزية، وخلال 10 سنوات، بدأت تدخل نادي الدول الصاعدة. وحينما اشتدت أزمة النفط والحرب الروسية على أوكرانيا، مارست شركة فرنسية ضغوطات، وهي التي تربح الملايير في توزيع المحروقات بالمغرب، إذ تعمدت نقل مخزون المحروقات من المغرب إلى فرنسا، غبر عابئة بحاجيات البلاد، معتبرة أن دولتها فرنسا هي الأحق بالتزود بالمحروقات والأموال التي تربحها. وعكر نقص منح التأشيرات صفو العلاقات، رغم أن فرنسا تربح الملايير منها، ومن عائدات السياح المغاربة، ومع ذلك تضغط بأوراق كثيرة لخنق المغرب، لحساب دول أخرى متخلفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، وتمنح لفرنسا كل شيء مقابل حرمان المغرب من حقوقه . وباتت فرنسا مجبرة على تغيير نظرتها التقليدية إلى المغرب، بحكم التحول الجيو إستراتيجي في المنطقة، الذي جعل من الرباط رقما في المعادلة الصعبة لإقامة التوازن في إفريقيا ومنطقة المتوسط. أ. أ

باريس تلعب ورقة الضغوطات الاقتصادية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

باريـس تأخـرت عن القافلـة

دبلوماسية المال والأعمال

مقالات ذات صلة