الشيخة الأمازيغية… الصوت أهم من الرقص

عيشة تاغزافت وحادة أوعكي والشريفة ينجبن أصواتا تبحث لنفسها عن مكانة كما احتلت الدقة المراكشية في "الهدية" الأمازيغية مكان "أحيدوس"، تمكنت الأجواق الموسيقية من إزاحة الشيخات عن جزء من رقعتهن في الأعراس وحفلات الختان، وغيرها من المناسبات العائلية التي تحتفل بها الأسر الأمازيغية. ورغم أن موضة الأجواق بدأت تقلص تدريجيا مساحة الشيخات في هذه المناسبات ، إلا أن بعض العائلات الأمازيغية لا تجد للفرحة مكانا في مناسباتها إلا إن أحيتها الشيخات، وكسرت سكونها أصوات أمازيغية قحة، من طينة "الشريفة" أو حادة أوعكي أو نعيمة كودة من الجيل الجديد، أو غيرهن من الشيخات اللواتي يضفين على هذه المناسبات جوا أكثر فرحا. بالنسبة إلى الناشط الأمازيغي والمهتم بالفنون الأمازيغية، محمد أبوقس، فإن المنافسة بين الأجواق والشيخات ليست قائمة، "هذا لون وذاك لون آخر، بل بالعكس إن الأجواق التي تنشط بعض المناسبات في المنطقة، تضطر إلى ترديد أغان أمازيغية معروفة عند الشيخات والشيوخ، وهذا ما يطلبه جمهور هذه الفئة". وقال الناشط الأمازيغي إن الفن الأمازيغي لا يهتم بنمط الرقص أكثر من اهتمامه بالصوت، "رصيد الشيخة هو الصوت، وليس الجسد أو نوع الرقصة، بل إن الرقص هو فقط لأداء لوحات تزركش اللقطات الفنية الموسيقية، لذلك فالصوت هو الرصيد الأهم، ويجب أن يكون مناسبا للكمان و"الأوتار"، أما شيخات الرقص فلسن بالأهمية ذاتها للشيخة التي تمتلك صوتا جميلا". الارتجالية الفنية أيضا عامل مهم في اختيار الشيخة، إذ أنه لا تخضع الشيخة الأمازيغية لجمال ورقة أو قوة الصوت، بل أيضا "الارتجالية الفنية" حسب أبوقس.قد تكون الشريفة اليوم تتربع على عرش الأغنية الأمازيغية، إلا أن ذلك لا يخفض منسوب نجومية حادة أوعكي التي سبقتها إلى المجال، والتي اكتسبت شهرة واسعة بصوتها الشجي، شهرة ونجومية موازية لشهرة الراحل محمد رويشة. وقبلهما اشتهرت عيشة تاغزافت بصوت رقيق أسر قلوب الأمازيغيين إلا أن الحظ العاثر لم يمنحها القدر نفسه الذي منحه انتشار الأغنية الأمازيغية للشيخات التي جئن بعدها. ولم يتوقف الأطلس المتوسط عن إنجاب أصوات شجية مثل صوت عيشة نلحاجب، والحسنية التي ضمها رويشة في وقت من الأوقات إلى جانبه، وبرزت أكثر في فرقته قبل أن تشرع في تأسيس فرقة خاصة بها، كما هو الشأن للشيخة نزهة التي اشتهرت في فرقة الفنان "46"، وخديجة التي رفعتها أغنية رويشة "إيناس إيناس" إلى القمة، وهي الفنانة التي أدخلت نمطا عصريا على الأغنية الشعبية الأمازيغية. وحسب الناشط الأمازيغي أبوقس، فإن الشيخات هن من يخترن شعرائهن بأنفسهن، والشيخ الذي يلازمهن، إذ أن ليس كل عازف كمان أو "أوتار" صالح لكل الأصوات، لذلك "تحرص كل واحد على إيجاد الشيخ المناسب لها". وقال أبوقس إن الشيخات حاضرات بقوة في الأعراس الأمازيغية، "النجومية لا تمنعهن من تنشيط وإحياء الأعراس، إلا أن لكل واحدة سعر خاص بسهرتها، إذ أن الشيخات اللواتي يسجلن أشرطة خاصة بهن أكثر سعرا من اللواتي مازلن يبحثن عن فرصة للبروز في الساحة الفنية الأمازيغية".ضحى زين الدين

الشيخة الأمازيغية… الصوت أهم من الرقص

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الشيخة" كانت مطلوبة لقوة صوتها لا لشيء آخ

سهرات التلفزيون... "حك جر" تعوض "الشيخات"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات