زيارة وزيرة خارجية فرنسا لبحث جميع الملفات قبل زيارة ماكرون تزور كاترين كولونا، وزيرة خارجية فرنسا، الرباط، بعد غد (الخميس)، لمناقشة ملفات عدة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، أبرزها ملف التأشيرات وإعداد مشروع برنامج لزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب، المقررة في يناير. وأوضحت متحدثة وزارة الخارجية لوكالة الأنباء الفرنسية، أن كولونا ستبحث مع نظيرها ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون المغربي كل مواضيع العلاقات الثنائية، ومن بينها ملف التأشيرات، و"تحديد آفاق طموحة ومبتكرة للعلاقة المميزة"، مؤكدة أن البلدين شريكان كبيران في الاقتصاد والتعليم والأمن والتعاون. وتأتي زيارة وزيرة الخارجية للرباط، في إطار السعي إلى إعادة الدفء، بعد مرحلة من الجفاء التي أرخت بظلالها على العلاقات بين البلدين الصديقين، كانت لها آثار على المجالات الاقتصادية والسياسية، وأدت إلى فراغ في المستوى الدبلوماسي، بعد سحب السفير الفرنسي من الرباطـ، وتعيين محمد بنشعبون، السفير المغربي بباريس، مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاستثمار. واستبقت باريس زيارة الرئيس إمانويل ماكرون، إلى الرباط الشهر المقبل، بتعيين كريستوف لوكورتييه، سفيرا جديدا لها بالرباط، وهو الوافد من عالم المال والأعمال، في إشارة قوية إلى مركزية التعاون الاقتصادي بين البلدين، في أجندة العلاقات بين البلدين، وتعبيرا من باريس عن الإرادة في إعطاء دفعة قوية للتعاون الاقتصادي، واستعادة مكانتها شريكا أول للمغرب، بعد انفتاح المغرب على فاعلين جدد، سحبوا البساط من تحت أقدام الشركات الفرنسية. ويرى المتتبعون أن سبب برودة العلاقات بين باريس والرباط، أعمق من مشاكل "الفيزا"، ولها ارتباط بتطورات ملف الصحراء المغربية، بعد الاعتراف الأمريكي والإسباني وفتح عشرات القنصليات الأجنبية بالعيون والداخلة، في الوقت الذي التزمت باريس الصمت في مجلس الأمن، عند التصويت على القرار الأممي 2604، في موقف وصفته الرباط بموقف "المنطقة الضبابية"، في الوقت الذي تتطلب المرحلة، حسب المغرب، أن تكون باريس في مقدمة الدول، التي تعترف بمغربية الصحراء، وتفتح قنصليات لها في الصحراء، بالنظر إلى موقعها ومصالحها الإستراتيجية في المغرب. برحو بوزياني