fbpx
أســــــرة

التهاب الشعب الهوائية… العدوى

مضاعفات صحية بسبب انتشار فيروسات والأطفال أكثر عرضة

تعتبر أمراض الجهاز التنفسي من بين أكثر الأمراض انتشارا خلال فصلي الخريف والشتاء، ومن بينها التهاب الشعب الهوائية، الذي يؤدي إهمال علاجه إلى ظهور كثير من المضاعفات. وينتشر التهاب الشعب الهوائية في صفوف جميع الفئات العمرية، كما يعتبر الأطفال أكثر عرضة له. ويساهم انتشار الفيروسات في ارتفاع عدد حالات الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية. لمعرفة أسباب وأعراض وكيفية علاج التهاب الشعب الهوائية ومحاور أخرى، يتحدث البروفيسور عبد العزيز عيشان، اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي والحساسية والرئة ل”الصباح” في الورقة التالية، التي تتضمن كذلك مجموعة
من النصائح وسبل الوقاية منه. في ما يلي التفاصيل:

أعراضه تستمر أسبوعين

الأطباء ينصحون بتجنب التدخين لأنه يفاقم الوضع

يعتبر التهاب الشعب الهوائية الحاد التهابا وانتفاخا يصيب الممرات الهوائية الموجودة في الرئتين. وغالبا ما تنتج هذه الحالة عن إصابة بالعدوى. وتشتمل الأعراض على السعال الجاف المتقطع، والذي يسوء خلال الليل، وقد ينتج عن السعال مخاط ذو لون بين الأصفر والأخضر، وقد يشعر المريض أيضا، بانقطاع النفس أو بخروج صوت صفير مع الأنفاس.
ويمكن أن ينتقل هذا المرض إلى الآخرين في الأيام القليلة الأولى، إذ ينتشر عبر الهواء من خلال السعال أو العطس، كما ينتشر أيضا عن طريق المخالطة، عبر لمس المريض، وغالبا ما ينجم التهاب الشعب الهوائية عن الإصابة بفيروس، وفي العادة لا يعالج باستخدام المضادات الحيوية، ولكن يمكن علاج التهاب الشعب الهوائية الحاد أو طويل الأجل، باستخدام المضادات الحيوية.
ويمكن تناول أدوية أخرى للمساعدة في تخفيف الأعراض، التي يمكن أن تدوم لمدة تصل إلى أسبوعين، ولكن قد يستمر السعال لفترة أطول من ذلك بكثير. ويمكن علاج المرض في المنزل، باستخدام المضادات الحيوية، ولا يجب أن يتوقف المريض عن استخدامها، حتى عند الشعور بتحسن، واستخدام المضاد الحيوي بالكامل. 
وفي حال اشتداد الأعراض، يجب على المريض أخذ قسط من الراحة في المنزل لمدة يومين أو ثلاثة.
وينصح أيضا بتجنب التدخين، والابتعاد عن التدخين السلبي، كما يمكن استخدام الأدوية، التي لا تحتاج وصفة طبية لعلاج الحمى أو لتسكين الألم.
ويمكن استخدام أدوية أخرى بشروط، فإذا كان المريض مصابا بمرض مزمن مثل الكبد أو الكلى، أو سبقت له الإصابة بقرحة المعدة أو نزيف في المعدة والأمعاء، فعليه استشارة مقدم الرعاية الصحية المتابع لحالته قبل استخدام بعض الأدوية.
وينصح بإخبار مقدم الرعاية المتابع لحالة المريض، إذا كان يتناول أدوية لمنع تجلط الدم، الأمر نفسه بالنسبة إلى الأسبرين، الذي لا ينصح بتناوله من قبل من هم دون 18 عاما، إذا كان مصابا بفيروس أو حمى، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تلف حاد في الكبد أو المخ، أو يؤدي حتى إلى الوفاة.
وعندما يكون الشخص مصابا يحتاج جسمه إلى الكثير من السوائل، لهذا ينصح بشرب 6 أكواب إلى 8 من السوائل يوميا. وتتضمن هذه السوائل الماء، أو المشروبات الغازية، أو المشروبات الرياضية، أو العصائر أو الشاي، أو الحساء، لأن السوائل الإضافية تساعد على إذابة المخاط في الأنف والرئتين.
عصام الناصيري

لمعلوماتك

< الإكثار من الماء
يمكن أن يساعد شرب الماء على مدار اليوم في تخفيف المخاط في صدر المصاب بالتهاب الشعب الهوائية، وبالتالي يتم التخلص منه أثناء السعال بسهولة. ويوصي الأطباء بشرب نحو 12 كأسا من الماء يوميا.
 
< العسل والليمون
يمكن أن يساعد مشروب الليمون والعسل في تهدئة التهاب الحلق وتقليل السعال. يتميز العسل بخصائص مضادة للالتهابات ومضادة للبكتيريا، تساعد في تهدئة الأغشية المخاطية المتهيجة.
 
 < الفحص المجهري
لا ينصح بإجراء فحص مجهري للبلغم لدى المصابين لسببين، أولهما لأنه لا يوجد تأثير للنتائج على سير العلاج، وثانيهما، لأن البكتيريا تعد من مسببات المرض النادرة في التهاب الشعب الهوائية، إذ لا تتجاوز 6 في المائة من الحالات.
 
< إعادة تأهيل التنفس
إذا كان المصاب يعاني التهاب الشعب الهوائية المزمن، فقد ينصحه الطبيب ببرنامج إعادة تأهيل الجهاز التنفسي. ويحتوي هذا البرنامج على تمارين معينة تساعده على التنفس بشكل أفضل.

4 علاجات منزلية

تساعد بعض العلاجات الطبيعية على التخفيف من حدة التهاب الشعب الهوائية، بالموازاة مع اتباع علاج يصفه الطبيب.
ومن بين العلاجات المنزلية، أربعة، أولها استعمال الثوم فهو من المواد المفيدة للمصابين، فهو يحتوي على مركب يسمى "الأليسين" له خصائص متعددة، إذ يعمل مضادا للبكتيريا والفيروسات. وأظهرت إحدى الدراسات أنه فعال في علاج التهاب الشعب الهوائية، كما يمكن تناوله على شكل فصوص طازجة أو يضاف إلى وجبات غذائية.
وثاني العلاجات المنزلية المفيدة، الغرغرة بالماء والملح، إذ تخفف التهاب الحلق وتساعد في التخلص من المخاط الذي يغلفه ويهيجه. ولهذا يمكن إذابة ملعقة صغيرة من الملح في كأس من الماء الدافئ ويتم ارتشاف كميات صغيرة منها للغرغرة. وينصح ببصق الماء المالح وعدم ابتلاعه بعد القيام بالغرغرة، مع الحرص على تكرارها عدة مرات في اليوم.
أما ثالث العلاجات المنزلية هو الزنجبيل ويفيد في التخفيف من المشاكل الناتجة عن التهاب الشعب الهوائية، إذ يساعد في تقليص أعراضه لأنه يحتوي على مركب له خصائص مضادة للالتهابات، ويتجلى دورها في مكافحة التهابات الجهاز التنفسي، بصفة عامة، والتهاب الشعب الهوائية، بصفة خاصة.
ويعد رابع علاج منزلي، هو استنشاق الماء بالبخار، إذ يخفف من المخاط ويقل معه السعال.
أمينة كندي

أهمية الوقاية

يوصي الأطباء باتخاذ مجموعة من التدابير، للوقاية من التهاب الشعب الهوائية وتفادي مجموعة من مضاعفاته.
ولهذا ينبغي اتباع عدة خطوات مهمة منها غسل اليدين لعدة مرات في اليوم بالماء والصابون لمدة عشرين ثانية على الأقل، والاحتفاظ بمعقم اليدين في حال عدم توفر الماء والصابون.
ومن بين الخطوات المهمة، الاطلاع باستمرار على جميع اللقاحات، من بينها لقاح الأنفلونزا والالتهاب الرئوي، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن ستين سنة، إذ يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الشعب الهوائية.
وينصح الأشخاص المصابون بضرورة تغطية الفم عند السعال والبقاء في المنزل عند المرض، كي لا يتسببوا في عدوى لمن حولهم، إلى جانب تفادي التدخين أو التعرض للمهيجات الأخرى والتي يمكن أن تزيد من سوء وضعهم الصحي.
ويشدد الأطباء على ضرورة اتباع نمط حياة أفضل، فهو يساعد في التخلص من أعراض التهاب الشعب الهوائية. وتتجلى التغييرات في الحصول على قسط كاف من النوم في كل ليلة، والإقلاع عن التدخين، وتجنب التدخين السلبي، وأيضا تفادي استنشاق الهواء الملوث واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
ويؤكد الأطباء أهمية العلاج المبكر لالتهاب الشعب الهوائية، تفاديا لتطور الوضع الصحي للمصاب.
أ. ك

فيروسـات تسببـه

البروفيسور عيشان قال إن العلاج قد يتطلب الإنعاش

كشف البروفيسور عبدالعزيز عيشان، اختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي والحساسية والرئة، بعض أسباب الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية الحاد، والذي يعتبر من الأمراض المعدية، والتي تصيب الأطفال بشكل كبير، مشيرا إلى أنه على الصعيد الوطني، تعتبر الفيروسات أهم أسباب الإصابة. وأوضح عيشان في حوار مع "الصباح"، أن مضاعفات كثيرة تترتب عن المرض، قبل أن يضيف أن العلاج، يتوقف على الحالة الصحية للمريض. في مايلي التفاصيل:  

< هو التهاب يصيب الممرات الهوائية أو الشعب الهوائية الموجودة في الرئتين. وغالبا ما تنتج هذه الحالة، عن إصابة بالعدوى. ويلاحظ، خلال الفترة الراهنة، انتشار الالتهابات الفيروسية، والمرتبطة بشكل خاص بالأنفلونزا الموسمية، والتي تصيب الأطفال بنسبة كبيرة. وغالبا ما يستنشق المريض هذه الفيروسات لتصل إلى الشعيرات الصغيرة للقصبات الهوائية، وتسبب التهابا.

< هناك أسباب أخرى، لكن حاليا، على الصعيد الوطني، تعتبر الفيروسات أهم مسببات التهاب الشعب الهوائية، علما أن هذا الالتهاب الفيروسي ينتشر بشكل كبير داخل المؤسسات التعليمية وفي الفضاءات التي تعرف اكتظاظا.
فمن بين الأسباب الأخرى، البكتيريات، والتي تسبب أيضا التهابات حادة، سيما بالنسبة إلى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة، والمسنين، وأيضا الذين يعانون مرض السكري.

< تظهر على مرضى التهاب الشعب الهوائية، مجموعة من الأعراض، لكن أهمها السعال الجاف، سواء في النهار أو الليل، خاصة لدى  الأطفال، إذ لا يقوون على النوم لفترات طويلة، مع ارتفاع درجة حرارة الجسم. وفي بعض الحالات قد يشعر المريض بانقطاع التنفس.

<  من بين أهم المضاعفات، الإصابة بالربو أو ما يعرف بـ”الضيقة” مباشرة بعد الاتهاب الحاد. كما أن بعض المرضى يمكن أن يكونوا أمام خطر الإصابة بالتهاب الفيروسي الرئوي. ولابد من الإشارة أيضا، إلى أن الالتهاب الرئوي الحاد، يمر عبر الدورة الدموية وقد يصيب أعضاء أخرى، منها القلب والسحايا وغلاف الرئة، سيما إذا كان المريض يعاني ضعف المناعة.

< يتوقف العلاج على الحالة الصحية للمريض. وغالبا ما توصف له البراسيتامول لعلاج الحمى، وأيضا المضادات الحيوية، على أن تستعمل بشكل منتظم لمدة خمسة أيام أو سبعة. وفي الحالات الحادة جدا، يمكن أن توصف للمريض “الكورتيزون” لمدة خمسة أيام بالنسبة إلى الأطفال و10 أيام بالنسبة إلى الأشخاص البالغين. يتوقف العلاج، على حالات أخرى، مثل إدخال المريض إلى غرفة الإنعاش، والبقاء تحت المراقبة الطبية لأيام.

<  من الضروري، عند إصابة الطفل بالتهاب الشعب الهوائية الحاد، الحرص على عدم إرساله إلى المدرسة، باعتبار أنه من الممكن أن ينقل العدوى إلى باقي التلاميذ عند السعال، والشيء ذاته بالنسبة إلى البالغين، والذين يجب أن يستفيدوا من إجازة مرضية. وكما أنه وبسبب التقلبات الجوية، من المهم ارتداء ملابس دافئة، لتجنب موجات البرد. وعند ظهور الأعراض الأولى لالتهاب الشعب الهوائية الحاد، ينصح بتتبع العلاج المناسب، لتجنب مضاعفات المرض. نقطة أخرى، لابد من الإشارة إليها، وهي الحرص على استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن، عند الإصابة بالسعال، والتأكد من طبيعة الالتهاب، وهل يتعلق الأمر بالحاد أو الحاد جدا.
<  بطبيعة الحال، يقي اللقاح، بنسبة كبيرة، من الإصابة بالالتهاب، لكن الأشخاص الذين يعانون المرض، لا ينصحهم باستعماله، إلى أن يتعافوا بشكل كامل.  ومن المهم أيضا الحرص على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وتجنب التعرض للبرد، مع إمكانية تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين “س”.
أجرت الحوار: إيمان رضيف

في سطور

– من مواليد 1961 بمراكش
– التحق بكلية الطب في البيضاء سنة 1980
– التحق بداخلية ابن رشد في 1986
– اشتغل في مستشفى 20 غشت بالبيضاء
– عمل اختصاصيا في أمراض الحساسية بمونبوليي في فرنسا
– رئيس الجمعية المغربية لمحاربة داء الحساسية منذ 2015


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى