الفنان النمساوي صور وثائقيا رفقة عبد القدوس موزي عن فرقة «ليفينغ تياتر» حل الفنان العالمي النمساوي هانس إكناتون شانو، أخيرا، بالصويرة لتصوير آخر مشاهد شريط وثائقي للمخرج المغربي عبد القدوس موزي يعده عن حركة الهيبيين بمدينة الرياح وأثرها على الحركة الثقافية والفنية بها. واستعاد شانو، الشاعر والكاتب والمسرحي، مع موزي من خلال المشاهد التي تم تصويرها بالصويرة جوانب من ذكريات الفنان العالمي مع فرقة "ليفينغ تياتر" المسرحية رفقة مؤسسها الفنان الأمريكي جوليان بيك ورفيقته جوديث مالينا الذين قدموا جميعا إلى مدينة الرياح نهاية الستينات. وحطت الفرقة المسرحية رفقة مؤسسيها وأعضائها الذين ناهز عددهم 40 فردا، الرحال بالصويرة في أوج مد حركة الهيبي العالمية، حيث قضوا أزيد من ثلاثة أشهر كانوا يقدمون فيها عروضهم المسرحية في الهواء الطلق، وهي عبارة عن لوحات ارتجالية جماعية تعتمد التعبير الجسدي بشكل يقترب إلى تأسيس رؤية صوفية للعمل المسرحي تروم تخليص الجسد والروح معا. كما انفتحت "ليفينغ تياتر" على مختلف التعبيرات الثقافية والفنية التي كانت تعج بها الصويرة، واحتك أفرادها عن قرب بفنانيها المحليين على رأسهم الفنان الراحل عبد الرحمن باكو وكذلك الطيب الصديقي، الذي ظل يتردد على مسقط رأسه لمتابعة عرض الفرقة ومصادقة أعضائها، فضلا عن مثقفيها ورساميها، وهو الأمر الذي حاول الشريط الوثائقي استعادته من خلال تجميع شهادات من بقي من مجايلي المرحلة ومن عايشوها. واقتفى موزي رفقة هانس شانو أثر حركة الهيبيين وكذلك فرقة "ليفينغ تياتر" في مختلف أزقة ودروب المدينة العتيقة للصويرة، وأيضا قرية "الديابات"، التي كانت بمثابة الجنة الأرضية للحركة، حيث كان يفضل أعضاؤها العيش وسط تلالها الرملية وغابتها المحاذية للبحر، كما استعادا رفقة الفنان يونس باكو نجل الراحل عبد الرحمن باكو جوانب من العلاقة التي ربطت والده موسيقيا بالفرقة. وبدأت فكرة الشريط الوثائقي منذ حوالي خمس سنوات حين بدأ عبد القدوس موزي في تجميع معطيات وتصوير مشاهد لتوثيق الفترة التي كانت فيها الصويرة بؤرة لحركة ثقافية وفنية بأبعاد عالمية، والتقى العديد من الأسماء الفنية وكذلك أبناء المدينة ممن ساهموا في نهضتها ثقافيا. وجدير بالإشارة إلى أن عبد القدوس موزي سبق أن أنجز العديد من الأعمال الوثائقية، أولها شريط بعنوان "الصويرة بالأبيض والأسود"، قبل تسع سنوات، كان عبارة عن تركيب لذاكرة حاضرة الرياح بالصور والفيديوهات النادرة التي تعكس جانبا من تاريخها، كما أنجز عملا وثائقيا آخر في 2017 بعنوان "تحت رياح الصويرة" عن التعايش الديني واستعادة لطفولة عينات من أبنائها يهودا ومسلمين والذكريات المشتركة بينهما، قبل لقائه بالباحثة والدكتورة مينة المغاري التي شاركته في إعداد عمل وثائقي بعنوان "الكنوز المخفية للصويرة" وأعمال أخرى كثيرة. عزيز المجدوب