النفاق الزوجي … الحفاظ على “الشمل مجموع”
أزواج طلقوا الحب ومستمرون في حياتهم تحت شعار “نافقني نافقك”
لم يتخيل الكثير من الأزواج، أنه سيأتي اليوم الذي سيغيب فيه الحب عن علاقتهم، ويأخذ مكانه النفاق.
يجهل الكثيرون كيف صار النفاق جزءا من روتينهم اليومي داخل المنزل، وكيف سيطر عليهم، في الوقت الذي كان فيه الوضوح أساس علاقاتهم الزوجية.
تغير الوضع، وأضحى النفاق سيد الموقف، والحل المناسب للإفلات من المحاسبة، وحتى تستمر العلاقة بين الزوجين، دون الوقوع في مشاكل قد تكون السبب في الوصول إلى الانفصال والطلاق.
الحياة متقلبة، فلا فرح دائم ولا حزن، وحتى الحب والصدق لا يدومان، وقد يأتي محلهما النفاق، وهو ما يصادفه الكثير من الأزواج، ليفاجؤوا بأنفسهم وسط دائرة النفاق، لا يقوون على الخروج منها لاعتبارات كثيرة.
“الاستمرار في الزواج، يحتاج إلى الكثير من الصبر والنفاق أيضا”، تقول سليمة، في الأربعينات من عمرها، متزوجة وأم لطفلين، قبل أن تضيف أن الواقع يختلف عما نشاهده في المسلسلات وعما يدون في الروايات “إذا غاب الاهتمام والحب، يأتي محلهما النفاق لتستمر العلاقة أطول مدة ممكنة”، حسب تعبيرها.
وأوضحت سليمة أنه غالبا ما تضطر الزوجة إلى اللجوء إلى النفاق، سواء في الحياة اليومية، أو حتى خلال العلاقة الجنسية، لمحاولة إرضاء زوجها، والشيء ذاته بالنسبة إلى الرجل، الذي يمكن أن يلعب دور الزوج السعيد رغم أنه غير ذلك، ويتظاهر بأنه معجب بزوجته، لكنه في الحقيقة يفضل امرأة أخرى.
تقول سليمة، إنها مثلها مثل الكثير من المغربيات، لا مفر، بالنسبة إليها، من النفاق، سواء مع زوجها أو حتى مع عائلته، لأنه من أسرار نجاح العلاقة الزوجية واستمرارها. “أقول وبكل صراحة، بفضل النفاق مازالت العلاقة المستمرة، وبفضله مازال “الشمل مجموع” للحفاظ على الاستقرار النفسي لأطفالي”.
تجربة سليمة وما تمر منه، هو ذاته ما عاشه سعيد، في الخمسينات، إذ يقول إنه قبل سنوات طويلة، فكر أكثر من مرة في إنهاء العلاقة الزوجية، لكنه كان يفرض على نفسه الاستمرار فيها من أجل أطفاله، وحتى لا يكونوا هم الضحايا.
فحسب ما يؤكده سعيد، فقد مر من مواقف كثيرة اضطر فيها إلى اللجوء إلى النفاق ومحاولة إقناع زوجته ونفسه أيضا، بأن علاقتهما جيدة، والشيء ذاته أمام عائلته، إذ يظهر أن الاحترام متبادل بينه وبين زوجته، لكنه لم يقو على الاستمرار على هذا الوضع. “فبعد سنوات من الزواج، كان من الضروري حدوث الانفصال، ووضع حد للنفاق الذي كان بيننا”، يقول الرجل، قبل أن يضيف أنه قرر ترك الحياة الزوجية، بعد سنوات من المشاكل الزوجية، حتى لا يكون مضطرا، اليوم، إلى اللجوء إلى النفاق.
إيمان رضيف