الأمم المتحدة تعري ألغام “بوليساريو”
الوفد المغربي في مؤتمر حماية المدنيين من المتفجرات يحذر من عبث الانفصاليين
وضع الوفد المغربي المشارك في المؤتمر الدولي حول حماية المدنيين من الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة، بجنيف ألغام بوليساريو تحت مجهر الأمم المتحدة، معلنا اعتماد المغرب للإعلان السياسي الصادر نهاية الأسبوع بدبلن، ومشددا على مسؤولية الدول التي تزود الجماعات المسلحة بهذه الأسلحة، في إشارة إلى الجزائر وإيران.
وأبرز عمر زنيبر، السفير الممثل الدائم للمغرب في جنيف، الذي ترأس الوفد الرسمي ممثلا لوزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن الخطر يأتي من اتخاذ القرار الرامي إلى استهداف المدنيين، علما أن الفاعلين المسلحين من غير الدول يعتبرون أنفسهم غير مجبرين على احترام مقتضيات القانون الدولي الإنساني.
وأبرز زنيبر أن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة يشكل تهديدا خطيرا للبنيات الأساسية والسكان المدنيين الذين يعدون الضحايا الأولين، وخصوصا النساء والأطفال، مشيرا إلى أن ما يفاقم الخطر هو الاستهداف غير الدقيق لهذه الأسلحة، على هامش اعتماد الإعلان السياسي تتويجا لجهود ثلاث سنوات من التحضير، وست اجتماعات غير رسمية، في مجال تتقاطع فيه مقتضيات حقوق الإنسان والقانون الإنساني وقضايا نزع السلاح.
وقدم الوفد جوانب من العمل الذي يقوم به المغرب وطنيا لتكريس التزامه في هذا الباب، خصوصا على صعيد تكوين أطر مغربية تابعة للقوات المسلحة الملكية ومؤسسات شبه عسكرية أخرى، في احترام قواعد القانون الدولي الإنساني، ويتعلق الأمر بمقررات تعليمية معتمدة في الأكاديمية الملكية العسكرية مصحوبة بتداريب ميدانية.
وتعززت الجهود المغربية في مجال الوقاية من أسلحة بوليساريو بتعاون مدعم مع الفاعلين الإنسانيين الدوليين من قبيل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، خصوصا في مجال التكوين لفائدة القوات المسلحة الملكية.
وتمكن المغرب من تطهير 600 ألف كيلومتر مربع، ما مكن من رصد وتحييد 96 ألفا و792 لغما أرضيا، منها 49 ألفا و348 لغما مضادا للأفراد، وتدمير 21 ألفا و522 من البقايا المتفجرة للحرب.
وأتاح تطهير المناطق الملغمة المشتبه فيها عند الحدود الشرقية للمملكة، اكتشاف وتدمير 262 لغما مضادا للدبابات، و2931 لغما مضادا للأفراد، و123 من المخلفات المتفجرة للحرب، وتطهير مساحة 36 ألف متر مربع.
واستفاد من حملات تحسيسية حول التوعية بالمخاطر أشرف عليها الهلال الأحمر المغربي بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلطات المحلية، 87 ألف شخص يتحدرون من الأقاليم الجنوبية للمملكة (بما في ذلك 47 بالمائة من النساء وأزيد من 54 ألفا و910 أطفال دون سن 18 عاما)، ورغم ذلك مازالت السلطات تسجل ضحايا حوادث الألغام والبقايا المتفجرة للحرب، إذ تم تسجيل وقوع 2707 ضحايا، منها 813 حالة وفاة، بالأقاليم الجنوبية للمملكة بين عامي 1975 و2021.
ياسين قُطيب