بليزيد: ولدت من جديد

تكريم "السلطانة بنت طنجة" التي فتحت طريق سينما نون النسوة تواصلت فعاليات الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، باستمرار التباري بين الأفلام المرشحة للمسابقة الرسمية، وأيضا بالعروض الاحتفائية خارج المسابقة، إضافة إلى تكريمات وعروض سينمائية، ومنها الاحتفاء بالفنانة والمخرجة فريدة بليزيد. إنجاز: عزيز المجدوب (موفد "الصباح" إلى مراكش) ـ تصوير عبد الرحمن المختاري شكلت لحظة الاحتفاء بالفنانة والمخرجة فريدة بليزيد واحدة من أقوى لحظات الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وحلت صاحبة شريط "خوانيتا بنت طنجة"، مساء أول أمس (الأربعاء)، على منصة التكريم بقصر المؤتمرات ضمن احتفال كبير حضره نجوم الفن والسينما، في لحظة اعتراف بواحدة من الأسماء التي ساهمت في إثراء المشهد السينمائي على أكثر من واجهة، كتابة وتأليفا وإخراجا وإنتاجا. وعبرت فريدة بليزيد عن سعادتها، وهي تتسلم درع التكريم أو النجمة الذهبية من الفنان يونس ميكري، معتبرة تلك اللحظة بمثابة ولادة جديدة لها، شاكرة جلالة الملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد وإدارة المهرجان. واستعادت بليزيد في كلمتها جوانب من ذكرياتها الطفولية التي دفعتها إلى التعلق بالفن السابع، عندما كانت تتردد على القاعات السينمائية بطنجة، وهي طفلة رفقة والدتها، لمشاهدة الأفلام المصرية والهندية والإسبانية والهوليودية، وهو ما رسخ لديها شغفا بالصورة منذ فترة مبكرة من عمرها. وأضافت المتحدثة نفسها أن تنوع الثقافات بمثابة ثروة حقيقية للإنسانية، وأن على المرء أن يشتغل في ما يحب ولا ينصت إلا لنداء القلب وما يمليه عليه الضمير. وتعد فريدة بليزيد واحدة من الأسماء النسائية التي اقتحمت عالم السينما مبكرا، في الوقت الذي كان فيه هذا المجال حكرا على الرجال، وأيضا يتلمس خطواته المتعثرة بفعل الظروف الإنتاجية. وتشبعت بليزيد بالمناخ المنفتح الذي كانت تمنحه طنجة التي رأت فيها النور سنة 1948، وكانت حينها "عروس البوغاز" بمثابة منطقة دولية، تعج بمختلف الأجناس والجنسيات والثقافات، وهو الأمر الذي طبع تفكير هذه الفتاة وهي تختار التوجه لعالم الفن. في مطلع السبعينات رحلت فريدة بليزيد إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث قررت دراسة الأدب والسينما بجامعة فانسين، ثم التحقت بالمدرسة العليا للدراسات السينمائية، وزكت كل هذا بخضوعها لتدريبات مكثفة في المجال، منها تدريب مع المخرجة الألمانية "أولا ستوكل" لمدة عامين ما بين 1976 و1978. بعد هذه المرحلة خاضت فريدة بليزيد رفقة أختها ليلى ومحمد زيان مغامرة الإنتاج السينمائي بتأسيس شركة "قمر فيلم" لتصبح بذلك أول منتجة مغربية، خاضت تجربتها الأولى بإنتاج شريط "جرحة في الحائط" للمخرج الجيلالي فرحاتي، الذي عرض بمهرجان "كان" سنة 1978 ضمن فقرة "أسبوع النقاد". كما أنجزت بليزيد شريطا وثائقيا قصيرا بعنوان "هوية امرأة" لفائدة برنامج "موزاييك" الشهير الذي كان يبث على قناة "إفإر 3" وفيه تطرقت لمعاناة المهاجرات المغاربيات في فرنسا. ولم يكن الإنتاج هو الطموح الأول لفريدة بليزيد، إذ كانت تحدوها الرغبة لإبراز مواهبها الإبداعية فبدأتها بكتابة سيناريو شريط "عرائس من قصب" للمخرج الجيلالي فرحاتي والذي عرض أيضا بمهرجان "كان" ضمن فقرة "أسبوع المخرجين" في 1982. وتواصل شغفها بالكتابة في أكثر من مجال منها القصص القصيرة والمقالات والأعمدة لجرائد مغربية وفرنسية وإسبانية، كما ألفت مسرحية "سبب يا عبدي وأنا نعينك". وتوجت بليزيد اهتماماتها المتنوعة بكتابة سيناريوهات أفلام شهيرة ضمن ريبرتوار السينما المغربية، منها شريط "باديس" لمحمد عبد الرحمن التازي الذي تعاملت معه في فيلم آخر هو "البحث عن زوج امرأتي". أما مسارها في الإخراج فبدأ من خلال شريط "باب السما مفتوح" (1988)، الذي أودعت فيه تصوراتها المتحررة لقضية المرأة في مواجهة القيم الذكورية. وواصلت بليزيد مغامراتها الإخراجية من خلال شريط وثائقي في مالي بعنوان "أميناتا تراوري.. امرأة من منطقة الساحل" ثم الشريط القصير "على الشرفة". كما استعادت المخرجة المخضرمة مخزون الحكايات الشعبية المغربية في شريطها الروائي الطويل "كيد النسا" (1999)، ثم شريط "الدار البيضا يا الدار البيضا" (2002) واستلهمت رواية الإسباني أنخيل فاسكيز في شريطها "خوانيتا بنت طنجة" (2006). وخاضت بليزيد تجارب أخرى في مجال التلفزيون منها شريط "استر ما استر الله" لفائدة القناة الثانية، وأشرطة وثائقية مثل "كازا نايضة" عن التوجهات الشبابية الجديدة في مجال الموسيقى، وشريط "حدود وحدود" و"عرس أمازيغي على نهر أنيرغي"، كما كتبت سيناريو فيلم "فاطمة: السلطانة التي لا تنسى" عن سيرة المفكرة الراحلة فاطمة المرنيسي والذي أخرجه محمد عبد الرحمن التازي.

بليزيد: ولدت من جديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الزروري يتدرب اليوم مع الأسود

خريبكة يربح ملف الأجانب ويقيل الدريدي

مقالات ذات صلة