يجب القطع مع الماضي الجميل

3 أسئلة إلى * الدكتور أحمد معد < "غدر الزمن"، تعبير رمزي شائع يعبر عن حسرة وندم مرتبطين بسوء تقدير، أو بقدرة تتجاوز حدود الفعل الإنساني، أما مفهومه، فالغدر نقيض الوفاء بالعهد. وبناء عليه، فكل من وقع ضحية غدر الزمن في مدلوله الاجتماعي، مرادفا للخيانة والخداع والمكر، فإنه سيواجه ضغوطا نفسية، وفي كثير من الأحيان الدخول في حالات اكتئاب أو عدوانية مفرطة ونظرة تشاؤمية خالية من أدنى معالم الإنسانية، وكلما كان الإنسان متشائما أكثر كلما كان أقل راحة نفسيا وأقرب إلى الاضطراب النفسي. إن الانتقال من حال جيد إلى آخر سيئ مع استحضار مدلول الخيانة والمكر والخداع، يؤجج عواطف الندم والحسرة مثل تجليات نفسية. وفي هذه الحالة، يحتاج ضحايا غدر الزمن إلى الإرشاد النفسي، من أجل التعامل بشكل صحي مع الوضع الجديد وتحقيق التوافق الشخصي والاندماج الاجتماعي. < ننطلق في هذا الصدد من قناعة أساسية، مفادها أن التأثير النفسي السلبي نتاج لإدراكنا للوقائع، وبناء عليه، فإن رؤيتنا لسبب الغدر هي حاسمة من حيث التأثير النفسي. ويمكن التمييز هنا بين تصورين، فإذا تصور الفرد بأن غدر الزمن هو قدر أو ابتلاء يجب أن يحمد الله عليه وفيه مغفرة للذنوب، فإن ذلك سيحد من التأثير النفسي، والسر في ذلك يعود إلى قناعة إيمانية تخفف من حدة التوتر النفسي من ناحية الرضى بقدر الله، ومن ناحية التكفير عن الذنوب السابقة، وهنا يظهر مفهوم التوبة كتبرير لاختصار التوتر والحفاظ على التوازن النفسي. وأما إذا تصور الفرد بأن غدر الزمن هو عقاب على ما ارتكبه من أخطاء من قبل، فإن لذلك تأثيرا نفسيا كبيرا عليه، وما يزيد من ذلك هو طبيعة الغدر الحاصل نتيجة تسلط الأعداء أو ضياع الهبة أو المكانة بين الناس في تصور الفرد. < بوصفي اختصاصيا في الإرشاد النفسي، أرى بأن التغلب على هذه التأثيرات يختلف حسب طبيعة الغدر الحاصل وحسب شخصية الفرد، فبعض الحالات تتطلب تدخلا إرشاديا عاجلا من المختص النفسي حتى لا تتفاقم التأثيرات إلى الوقوع في حالات اكتئاب أو محاولات انتحارية أو ممارسة العنف أو ارتكاب جرائم . وأما الحالات الأقل خطورة، ولم تجد الفرصة للتدخل النفسي، فإني أنصحها بالمنهج الوقائي في الإرشاد النفسي كما يلي، أولا، ضرورة القطع مع الماضي الجميل واعتبار الوضع الحالي مؤقتا قد يتغير في مستقبل أفضل، ومثلما كان الماضي جميلا يمكن أن يكون المستقبل جميلا. ثانيا، عدم اعتبار الغدر عقابا بل قدر يمكن أن يعيشه أي فرد أو ابتلاء يحمد الله عليه، وهو فرصة لتدارك أخطاء الماضي والاستثمار في المستقبل .ثالثا أن ينظر الفرد إلى ما دونه ولا ينظر إلى ما فوقه حتى يستشعر بعض النعم التي حرم منها الآخرون، ويكون النظر هنا في الجانب المادي والصحي معا. أجرت الحوار: إيمان رضيف * أستاذ علم النفس بجامعة محمد الخامس الرباط

يجب القطع مع الماضي الجميل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غدر الأيام حقيقة شرعية

"الزمن دوار"... حكايات واقعية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات