أول فيلم مغربي له يصور مشاهده في قرية نائية في جبال الأطلس اختار أيوب قنير، المخرج الأمريكي من أصل مغربي أن تكون أحدث أفلامه السينمائية ذات طابع مغربي، حيث سينجز أول عمل مغربي بعنوان "أطفال أراضينا". واختار قنير تصوير عمله في قرية نائية في جبال الأطلس يواجه سكانها مجموعة من الظروف الاجتماعية الصعبة، منها وفاة بعض النساء أثناء الإنجاب، كما تضطر بعض الأسر لاشتغال بناتها خادمات منازل في مدن قريبة، بسبب ظروف العيش المزرية، من خلال قصة تسلط الضوء على بطلها "عمر"، الذي يعود إلى قريته بعد تعرضه لمأساة. وقال قنير "قصة عمر قريبة مني وتزعجني من كثير من النواحي منها شعوري بعلاقة جسدية تقريبا مع هذه القصة. ومن هذا المكان أشعر بالتزامي ورغبتي في تنفيذ فيلمي السينمائي. وتمثل قصة العمل في جوهرها أمل البشر من خلال حكاية رجل محاصر ويبدو أنه فقد كل شيء، يلتقي بسكان قرية بسيطة، ويعد تائها في منطقة نائية، وفجأة ينتهي به الأمر رفقة عدد من الأشخاص يساعدون بعضهم، ويستعيدون التفاؤل والفرح". ويرصد "أطفال أراضينا"، الذي يتوقع خروجه للقاعات السينمائية خلال 2024، رحلة "عمر"، الرجل الضائع الذي سيجد نفسه في مكان لم يتوقعه، ورغم صراعاته الداخلية، فإنه يقع تحت تأثير سحر الأراضي التي كانت ملكا له، كما يجد طريق والدته، وبذلك يساعد قرية بأكملها دون أن يعرف ذلك. واسترسل قنير قائلا إن "أطفال أراضينا" يعتبر بالنسبة إليه حالة طارئة وضرورة، موضحا، بعد أن نشأ طفل بعيدا عن بلده، "أحمل في داخلي مشاعر عشتها وشعرت بها. تعكس أفلامي أسئلتي حول مجتمعي، وأصولي، وجذوري، وغالبا ما تكون ثمرة لقاءات مع البشر، سواء في المناطق النائية من اليابان أو في منغوليا أو حتى في بلدي المغرب. أحب تصوير الإنسان، والتقاليد التي تجاوزناها، لجعل ما لم يقل يتكلم، ولإظهار مدى ثراء اختلافاتنا". وأكد قنير "بعد السفر عبر الثقافات البعيدة، المنغولية أو الأيسلندية أو اليابانية والروسية، شعرت أن الوقت حان للعودة إلى أصولي المغربية وخاصة إلى موضوع كان قريبا من قلبي لفترة طويلة". أمينة كندي