ماهو رأيك في الأشغال التحضيرية للقمة العربية؟ تم التحضير بشكل عاد وطبيعي لأشغال القمة العربية بالجزائر، في انتظار إصدار التوصيات لمعرفة مدى استجابتها لتطلعات الشعوب العربية في التنمية والتقدم والوحدة، بعيدا عن المناورات. ويظل موقف المغرب متميزا لإنجاح القمة العربية، بحكم أنه شارك في أشغالها رغم أن البلد المستضيف هو الذي قرر المقاطعة الدبلوماسية للمغرب، واستمر في الاستفزاز السياسي من جانب واحد في إعلامه العمومي وشبه العمومي. ورغم توتر العلاقات الثنائية بين البلدين، استمر المغرب في البحث عن حلول لتلطيفها وإعادتها إلى سكتها العادية، لذلك التزم بمبادئ جامعة الدول العربية وطبق الأعراف الدبلوماسية في هذا الجانب وشارك بوفد رفيع المستوى يأتي على رأسه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي. رغم الحضور المغربي في دولة تقاطعه لأجل إنجاح القمة العربية، تعرض الوفد المغربي لاستفزازات كثيرة بينها نشر خريطة بلاده مجزأة كيف تفسر هذا العداء؟ نحن أمام مدرستين دبلوماسيتين مختلفتين لبلدين جارين، اختلفا في طريقة إنجاح القمة العربية، إذ أن المغرب تمسك بمبادئ جامعة الدول العربية وحسن الجوار، وتغليب المصالح العليا للأوطان العربية، وخدمة الشعوب العربية، وتفادي كل تصعيد، أو الاشتغال بردود الأفعال التي تضيع الوقت وتهدر زمن العمل الجدي، فيما استمرت الجزائر في مناصبة العداء للمغرب. ونحن هنا أيضا أمام مدرستين في تناول القضايا العربية، من زاوية الإعلام الرسمي، ذلك أن نظام الجزائر لم يتراجع ولم يتعامل وديا مع المغرب وحافظ على خطه الرسمي الذي لا يخدم عملية إنجاح القمة العربية، وتعامل كعادته بطريقة غير لائقة، وإن لم نلاحظ تصريحات علنية ورسمية في هذا الشأن، فإن تمرير رسائل عبر مصادر للتشويش على الحضور المغربي واستفزازه واضح للعيان، وتصدى له الوفد المغربي في حينه. كيف تفسر إصدار الخارجية الجزائرية بلاغا تفسر فيه موقفها من قرار مجلس الأمن، باتهام المغرب قبل انعقاد القمة العربية، أليس هذا استفزازا ومحاولة يائسة للتشويش على مشاركة المغرب التي خطفت الأضواء؟ طبعا وهذا ما لاحظه المحللون بأن موقف الجزائر في هذا الشأن لم يتغير لأن قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2654 ، هو في صالح المغرب الذي بدا أنه يحصد نتائج عمله الدبلوماسي، واتضح أن دولا كثيرة تسانده، وحتى الموقف الروسي واضح ولا يعاكس وحدة تراب المغرب، بحكم أنه كان ممتنعا، وأن كينيا عوضت تونس في عملية التصويت وأن الجزائر التي تصرف الملايير لأجل تحقيق أهدافها فشلت في ذلك، وكل محاولاتها لن تؤثر على المغرب. ولن تربح الجزائر في مواصلة الاستفزازات ضد المغرب لسوء تقديرها في قراءة للتغيرات الجيو إستراتيجية التي شهدها العالم، لذلك حقق المغرب مكاسب كثيرة وأفشل كل هذه الاستفزازات. أجرى الحوار: أ.أ (*) عبد الفتاح البلعمشي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاضي عياض مراكش