المهرجان الذي تحتضنه الصويرة يعيد اكتشاف المكون العبري موسيقيا على أنغام الفلامنكو الإسباني، انطلقت، مساء أول أمس (الخميس)، فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية بالصويرة، بعد أن غيبته جائحة كورونا وتبعاتها ثلاث سنوات. المهرجان، الذي تنظمه جمعية الصويرة موغادور، اختار منذ أول دورة له الانفتاح على المكون اليهودي المغربي، يأتي تنظيم دورته الحالية في سياق خاص بعد التطورات المتسارعة التي طبعت العلاقات المغربية الإسرائيلية والتي سارت في اتجاه تعزيز التعاون بين الطرفين، جعلت المغرب ينفتح أكثر على مكونه العبري ويتحسسه ثقافيا وفنيا. وبعيدا عن حسابات السياسة واعتباراتها، كان لجمهور المهرجان موعد مع لحظات ارتفعت فيها كل الانتماءات، وتوحدت فيها الأحاسيس للاستمتاع بأنغام الموسيقى المتحدرة من الفضاء المتوسطي. كانت البداية مع وصلة موسيقية راقصة عبارة عن "بالي فلامنكو أندلسي" من توقيع الراقصة والفنانة الإسبانية أورسولا لوبيز، بمشاركة فرقتها التي تضم عازفين على الكيتار والآلات الإيقاعية، ومنشدين كانا يتناوبان على أداء مقاطع من أهازيج الفلامنكو. وتواصل السمر مع فرقة روافد الموسيقية برئاسة الفنان عمر المتيوي، الذي قدم عرضا مشتركا مع أصوات تناوبت على الإنشاد، إما بشكل منفرد أو جماعيا، مثل زينب أفيلال ويوحاي كوهن وهشام دينار ثم عبير العابد. وفي سياق متصل، قال عبد السلام الخلوفي، المدير الفني للمهرجان، إن الدورة الحالية مخلصة دائما للقيمة التي انطلق بها المهرجان، وهي تحقيق عيش مشترك فيه قبول الآخر واحتمال الاختلاف. وأضاف الخلوفي، في تصريح لـ "الصباح"، أن الصويرة تقدم النموذج الفريد في تحقيق ذلك التمازج الممكن بين كل العناصر القادمة من ديانات مختلفة، دون أدنى تمييز أو حكم مسبق، إذ لا صوت يعلو هنا على صوت الموسيقى، ولا رسالة تزاحم رسالة السلام التي يبثها في كل دورة. وتتواصل، اليوم (السبت) فعاليات السهرة الختامية للمهرجان بحفل مشترك بين الفنانة ريموند البيضاوية والفنان عبد الرحيم الصويري، بفضاء الخيمة الكبيرة التي نصبت بمدخل ميناء الصويرة، إضافة إلى تقديم فقرة موسيقية مشتركة بين فنانين مغاربة مسلمين ويهود بمرافقة فرقة منتصر حمالة. أما فضاء "دار الصويري" فسيكون، ابتداء من منتصف الليل، على موعد مع فرقة "هابيوت" التي تضم فنانين شبابا ومخضرمين قادمين من إسرائيل، بحثا عن جذورهم المغربية. وقبل ذلك بالفضاء ذاته سيقدم الفنان مور كرباسي والفنان زورا تانيرت، ابتداء من الثالثة زوالا، وصلة فنية مشتركة تشتمل على مزيج من الأنغام الأمازيغية واليهودية، وهو الأمر الذي سيتواصل في فقرات موسيقية أخرى فيها بحث عن القريب بين الأنغام المختلفة والمشترك المنسي موسيقيا، من خلال مشاركة فرقة "أفالكاي" رفقة عازف الناي رشيد زروال والفنانة سكينة فحصي. عزيز المجدوب (موفد "الصباح" إلى الصويرة)