التكوين المهني… مشتل المقاولات

تنزيل خارطة طريق جديدة لمواكبة حاجيات النسيج الاقتصادي ومحاربة الهدر دخل قطاع التكوين المهني مرحلة السرعة القصوى، مع تنزيل خارطة الطريق التي وضعها الملك، بتدشين مشروع مدن المهن والكفاءات، وتفعيل إصلاحات هيكلية تهدف إلى تمكين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل من الاستمرار في لعب دور رئيسي في التكوين، ومواكبة السياسات القطاعية المختلفة، والتموقع فاعلا مرجعيا في مجال التكوين المستمر وتعزيز نشاطه في مجال المقاولات. ويشكل برنامج مدن المهن والكفاءات، المشروع الأبرز لخارطة الطريق الجديدة، التي تهدف إلى مواكبة الشباب وتعزيز قابلية التشغيل. تعزيـز شـروط التنافسيـة خارطة طريق لدعم الموارد البشرية وتأهيل قطاع التكوين لمواكبة سوق الشغل أكد يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، أن الاستثمار في التكوين المهني هو جهد جماعي من قبل الدولة والجهات والمهنيين وصناديق الدعم المالي ومستثمري القطاع الخاص لتطوير نظام التدريب المهني. وأوضح السكوري أن المغرب يواجه تحديات كبيرة لتلبية الحاجة المتزايدة للتكوين المهني، تشمل التحديات المتعلقة بالارتقاء بالاقتصاد، مشيرا إلى أن التكوين المهني مطالب بإظهار قدر كبير من التكيف والابتكار. كما أن التحدي الرئيسي هو ضمان مشاركة أكبر للمهنيين من أجل جودة أفضل للتدريب الأولي للشباب والتدريب المستمر للعمال. وأوضح السكوري، خلال إعطاء انطلاقة الموسم التكويني الجديد بالرباط، أن الأمر يتعلق بنحو 660 ألف متدربة ومتدرب بالتكوين المهني، ضمنهم 408 آلاف بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، و140 ألفا بالقطاعات العمومية، و92 ألفا بقطاع التكوين المهني الخاص، و15 ألف مستفيد من التكوين بالتدرج المهني. وأكد الوزير أنه تم بذل جهود كبيرة لإصلاح القطاع، خصوصا بافتتاح العديد من المؤسسات، وفقا للرؤية الاستراتيجية التي أطلقها الملك محمد السادس، بهدف تفعيل كافة الرافعات وإنجاح الاندماج المهني للمتدربين. وأكد السكوري أن الحكومة لديها أهداف للإصلاح الشامل للقطاع، من خلال توفير تكوين جيد، وإنشاء مؤسسات من الجيل الجديد، مثل مدن المهن والكفاءات، التي ستعمل اعتبارا من هذا العام، إضافة إلى العمل المكثف مع المهنيين لتأمين اندماج المتدربين في سوق الشغل. ويهدف برنامج مدن المهن والكفاءات، الذي يعد العمود الفقري لخارطة الطريق الجديدة الخاصة بتطوير القطاع، إلى إحداث جيل جديد من مؤسسات التكوين، يمكن من تعزيز قابلية تشغيل الشباب، ويرفع من تنافسية المقاولات، ويحفز خلق القيمة على المستوى المحلي. وسيتم في إطار البرنامج، إنشاء 12 مدينة للمهن والكفاءات، والتي تعد بنيات متعددة الأقطاب والتخصصات، من المرتقب أن تستقبل 34.000 متدرب سنويا. كما سيتطلب تنفيذ هذه المشاريع ميزانية استثمار تقدر بـ 3.6 ملايير درهم. ويتمحور تصور مدن المهن والكفاءات حول ثلاث ركائز أساسية بغية توفير تكوين مهني ذي جودة عالية، قادر على تلبية حاجيات سوق الشغل من الكفاءات، وهي عرض تكويني محين؛ وفضاءات بيداغوجية حديثة؛ ورأسمال بشري مثمن. كما سيشكل اعتماد نظام الحكامة الجديدة، التي تم اختيارها للتسيير عبر"شركات مجهولة الاسم"، دعامة أساسية لهذه الركائز الثلاث، ستساهم في إحداث تقارب وتفاعل أكبر بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والمقاولة وكذا الجهة، وسيمنح مدن المهن والكفاءات مرونة وسلاسة في التسيير، تمكنها من التكيف بشكل فعال ومتواصل مع حاجيات سوق الشغل. وجرى تحديد عرض التكوين الذي ستوفره مدن المهن والكفاءات، بهدف الاستجابة لحاجيات المنظومات الاقتصادية الجهوية من الكفاءات ودعم تنميتها. وتم تطوير العرض باعتماد مقاربة تشاركية، عبر عقد سلسلة من الورشات للتفكير وتبادل الآراء، ومجموعة من الاجتماعات الجهوية، بمشاركة ستة قطاعات وزارية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والفدراليات والجمعيات المهنية، وشركات كبرى، إلى جانب الجهات الترابية. وسيغطي العرض التكويني الجديد 12 قطاعا، 3 منها جديدة، وهي الرقمنة والذكاء الاصطناعي والصحة والخدمات للأشخاص، وسيتم تنزيله عبر 195 شعبة تكوينية تستهدف بشكل أساسي المهن الجديدة، في تكامل تام مع العرض التكويني الحالي، والذي سيستفيد بدوره من إعادة الهيكلة في إطار مشروع "تأهيل العرض التكويني الحالي". وستشكل التكوينات المتوجة بدبلوم والتي توفر 3 مستويات للتكوين (العامل المؤهل، التقني والتقني المتخصص)، 68٪ من العرض الإجمالي وتستهدف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15سنة و30. الابتكار المقاولاتي بهدف تقوية روح المقاولة لدى المتدربين، قرر مكتب التكوين المهني منذ الدخول التكويني السابق، اعتماد برنامج للابتكار المقاولاتي، تمت بلورته بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يهدف إلى تعزيز قدرات الشباب في مجال ريادة الأعمال. وسيشهد الموسم الحالي توسيع اعتماد البرنامج، ليشمل 3 جهات جديدة هي بني ملال-خنيفرة والرباط-سلا-القنيطرة وطنجة-تطوان الحسيمة، بالإضافة إلى الجهات النموذجية الثلاث (سوس-ماسة، والشرق، والعيون-الساقية الحمراء). ومن المنتظر اعتماد برنامج التميز بـمؤسسات إضافية، إذ اجتاز الفوج الأول المكون من 133 متدربا بمستوى "المتدرج"، الامتحانات بنجاح، بنسبة وصلت إلى 100%، وسيتم توفير التكوين بمستويي "المتوسط" و"المتقدم خلال الموسم التكويني الحالي. ويقدم البرنامج الذي يستند إلى الإطار المرجعي السويسري للكفاءات المهنية في قطاع السياحة والفندقة والمطعمة تكوينا متميزا في فن الطبخ، وخدمات الأطعمة والمشروبات، والإقامة، والإدارة الفندقية. برحو بوزياني

التكوين المهني… مشتل المقاولات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أكادير... نموذج قاطرة مدن المهن

تعبئة شاملة لإنجاح الدخول ببني ملال

مقالات ذات صلة