طبيبة تؤذي نفسها بسبب الضغط المهني الحاد أياما بعد انتحار طبيب بالبيضاء تعالــت أصـوات الأطبــاء المقيمين والداخليين والطلبة الأطباء، بسبب ما يعيشونه من ضغط حاد وسوء معاملة، وضــــرورة انضباطهم إلــى مناوبات وصفت بأنها "لا إنسانية"، الأمر الذي أصبح يهدد حياة هــذه الفئــة بمختلف مستشفيات المملكة، خاصة بعدما عمدت طبيبة إلى إيذاء نفسها بالرباط، وانتحار آخر في الأسابيع الماضية، كان مقيما بمصلحة جراحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي ابن رشد في سنته الختامية. ونفت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، أن تكون الحادثة التي شهدتها مصلحة الولادة التابعة للمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، لها علاقة بمحاولة انتحار، مبرزة أن الأمر "يتعلق بانهيار نفسي متولد عن الضغط الشديد والاحتراق المهني، الذي عاشته الطبيبة طيلة مدة التكوين". وأوضحت اللجنة أنه "تحت وطأة الظروف قامت بكسر زجاج الباب، مما أدى إلى إصابتها بأكثر من 5 جروح متباينة الخطورة في الذراع واليد والمرفق، استدعت نقلها إلى مستعجلات مستشفى ابن سينا، لتلقي العلاجات الأولية تحت التخدير، لكن الأدهى هي الحالة النفسية التي وصلت إليها المعنية بالأمر، إذ نقلت لتلقي العلاجات في مستشفى الرازي للأمراض النفسية بسلا". ودعت لجنة الأطباء إلى التحقيق في وقائع الحادثة، والوقوف على الأسباب الحقيقية، التي كانت وراء قيام الطبيبة بذلك الفعل، والتحقيق أيضا في الشكايات والادعاءات المتعلقة بسوء التدبير والمحسوبية، وفتح حلقة الحوار مع الأطباء المقيمين وممثليهم لتسوية الأوضاع. وأوضحت لجنة الأطباء المقيمين والداخليين، أن "ظروف العمل حسب عدة شهادات، ووتيرة المناوبات اللاإنسانية، والضغط الحاد الذي تشهـده مصلحة أمراض النساء والتوليد والحمل، والحمل المحفوف بالمخاطـــر بالطابـــق الثاني والرابع، بالإضافة إلى النقص الكبير والحاد في الموارد البشرية، كلها عوامــل اجتمعت لتؤكد على ظروف التكوين والأعمال الصعبة وغير الإنسانية داخل هذه المصلحة". عصام الناصيري