عدد المسنين يصل إلى 4.5 ملايين والعدد سيرتفع إلى 10 ملايين في أفق 2050 أفاد بحث أجرته المندوبية السامية للتخطيط، لمناسبة اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف فاتح أكتوبر من كل سنة، أن عدد المسنين ارتفع إلى 4.5 ملايين نسمة، بمتوسط نسبة نمو سنوية 2.8 في المائة، ما يتجاوز نسبة زيادة سكان المغرب، التي تظل في حدود 1.7 في المائة، ما يعني أن المجتمع يشيخ بسرعة متنامية، إذ توقعت المندوبية أن يصل عدد المسنين في أفق 2050 إلى 10 ملايين نسمة، إذ ينتظر أن يعرف عدد هذه الفئة نموا بنسبة 2.9 في المائة، مقابل معدل نمو ديمغرافي في حدود 0.6 في المائة. وهكذا سيصل الوزن الديموغرافي للأشخاص المسنين إلى 23.2 في المائة، مقابل 12,2 في المائة حاليا. وأرجعت المندوبية السامية للتخطيط هذا التطور السريع إلى تحسن أمل الحياة عند الولادة، الذي انتقل من 47 سنة، في بداية الستينات، إلى حوالي 77 سنة، حاليا، الأمر الذي سمح لأفواج عديدة منبثقة من فترات الخصوبة المرتفعة للوصول إلى أعمار متقدمة. ووصل عدد النساء المسنات، خلال 2022، مليونين و300 ألف نسمة، أي أكثر من الرجال بـ 100 ألف نسمة، وتوقعت المندوبية أن يصل العدد إلى 5.4 ملايين في أفق 2050، ما سيتجاوز عدد الرجال المسنين بـ 770 ألف نسمة. وأوضحت المندوبية أن ذلك يعود إلى أن أمل الحياة عند الولادة لدى النساء أكبر من الرجال، إذ يصل إلى 78.6 سنة، مقابل 75.2 سنة لدى الرجال. كما أن أمل الحياة بعد 60 سنة يناهز 22.3 سنة لدى النساء، مقابل 20 سنة لدى الرجال. وأشارت المندوبية، من جهة أخرى، إلى أن سن الزواج الأول المبكر نسبيا عند النساء (25.5 سنة خلال 2018)، مقابل 31.9 سنة لدى الرجال، وكذا النسبة المنخفضة لإعادة الزواج لدى النساء تزيد من احتمال وقوعهن عند سن الستين في حالة ترمل أو العيش بمفردهن. وبالفعل، فإن نسبة الترمل لدى النساء هي أعلى بعشر مرات (50.1 في المائة)، مقارنة مع الرجال، الذين لا تتجاوز النسبة في صفوفهم 4.9 في المائة، كما أن نسبة المسنات اللائي يعشن بمفردهن أعلى بأربع مرات، مقارنة مع الرجال. وأكدت المندوبية السامية للتخطيط أن الظروف التي تتقدم فيها المرأة في العمر أقل جودة بشكل عام مقارنة بالرجل، وهي أكثر احتمالية من الرجال الأكبر سنا لإنهاء حياتها بمفردها، بدون زوج، مضيفة أن حالة الهشاشة في صفوفهن تتفاقم بسبب المشاركة المنخفضة في الحياة العملية وزيادة التعرض للأمراض المزمنة. وأشارت المندوبية، بهذا الصدد، إلى أن 9.4 في المائة من النساء المسنات، حاصلات على عمل، مقابل 38.4 في المائة عند الرجال، خلال 2021، ويشتغلن في الغالب مساعدات أسريات. وتستفيد نسبة قليلة من النساء المسنات من التقاعد، إذ لا تتجاوز النسبة 15.8 في المائة، مقابل 41.1 في المائة عند الرجال المسنين. وتعاني ما يزيد عن 73.3 في المائة من النساء المسنات مرضا مزمنا واحدا على الأقل، مقابل 55.5 في المائة عند الرجال، علما أن أقل من الثلث منهن لا يتوفرن على تغطية صحية، مقابل 23.5 في المائة عند الرجال. وتعتمد نسبة كبيرة من النساء المسنات على أفراد الأسرة الآخرين، خاصة أن تسعا من كل عشر منهن أميات، ويكون هذا الاعتماد سببا لتعرض المرأة المسنة في بعض الحالات إلى العنف. عبد الواحد كنفاوي