العمري يضع نفسه في “مواقف بايخة”

الداعية يثير زوبعة من السخرية بسبب دعوته إلى "أسلمة" الفيزياء بعد أن أقام الدنيا وتركها على «القعدة»، بسبب «الشيخة» ومطالبته بأسلمة الدراما والمسلسلات التلفزيونية، ها هو «الشيخ» والداعية ياسين العمري يعود إليكم من جديد، فيوسع قائمة المطالب لتشمل كل مناحي الحياة بما فيها العلوم، والفيزياء على وجه التحديد منها، لينطقها الشهادتين وهي التي لا تشهد سوى بالتجربة. ويصر هذا الداعية في كل مناسبة، على أن يضع نفسه في «مواقف بايخة»، فيجعل منه موضوعا للسخرية والتندر، بسبب دعوته إلى الجمع بين ما لا يجمع. الفيزياء، وغيرها من العلوم التجريبية البحتة، قطعت أشواطا تاريخية في القطع مع مختلف أشكال التفكير الغيبي والميتافيزيقي، بل حتى الفلسفة، رغم طابعها العقلاني، انفصلت عنها منذ قرون وكسرت احتكارها، وصار ينظر إليها الفيزيائيون على أنها ضرب من التفكير الميتافيزيقي الذي لم يعد يتسق مع الصرامة العلمية التي صار يفرضها المنهج التجريبي. إلا أن العمري يصر بعد كل هذا على الارتكاس بالفيزياء إلى مراحل زمنية وأنماط تفكير قطعت معها، بل ويقترح بأن تصير «مسلمة» أو على الأقل تنطلق من مرجعية إسلامية في تحليلها وتشخصيها لموضوع بحثها، بل وجعل «الدهشة» التي كانت منطلق الفلسفة والعلوم بدورها مصبوغة برداء إسلامي. هذا الإقحام التعسفي للدين داخل مختبرات العلوم، يضعه في مواجهة غير متكافئة، لأن منطلقات كل مجال تختلف عن الآخر، فالإيمان الديني لا يرتكز على البرهنة التجريبية بل على قناعات ليست لها بالضرورة أسس عقلية أو علمية محددة، كذلك العلم لا يخضع لتعاليم الأديان، فهو يشتغل بعيدا عنها، بصرف النظر عن القناعات والمعتقدات الشخصية للعلماء. بهذا المنطق لو أن إسحاق نيوتن، الذي أحدث انقلابا في علم الفيزياء، ساير منطق العمري، ومن يفكر على طريقته، لالتهم التفاحة التي سقطت على رأسه فورا وقال «هذا رزق من عند الله» وكفى الله المؤمنين شر قانون الجاذبية والحركة، ولحرم الإنسانية من نتائج نظرياته وأبحاثه التي لم ينطلق فيها من عقيدته الدينية بل من تجاربه وحدسه العلمي. ولهذا فإن جر العلم من المعمل والمختبرات إلى المساجد وحلقات النقاش الديني يجعل معيار نجاح النظرية العلمية هو مطابقتها للنص الديني سواء كان آية أو حديثا نبويا وليس مطابقته للشواهد والتجارب العلمية والمعملية، في حين أن لكل طريقه المستقلة عن الآخر ولا سبيل إلى الخلط بينهما، لأن العلوم في خدمة الإنسانية جمعاء وليست في خدمة طائفة أو ملة بعينها. عزيز المجدوب

اللجنة الأولمبية تكافئ أبطال وهران وقونية

جودار‭ ‬يخلف‭ ‬ساجد‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬‭"‬الحصان‭"‬

مقالات ذات صلة