“بوليساريو” ومؤتمر “السيلفي”!

قادتها تحولوا إلى مسخرة عابرة للقارات تلاحقهم الفضائح بقلم: الفاضل الرقيبي في ظل التسابق المحموم بين قياديي «بوليساريو» لأجل تلميع صورهم، قبيل مؤتمرهم السادس عشر، لا يفوت أي واحد منهم فرصة التقاط الصور ونشرها، على نطاق واسع، لأجل إظهاره بمظهر المسؤول المتفاني في عمله. وكما هو معلوم، فكل قيادي في الجبهة يمتلك مجموعات من الذباب الإلكتروني تقوم بالدفاع عنه، وترصد نشاطاته لتقديمها للسكان على أنها «انتصارات». فمع تأكد الجبهة، ومن ورائها الأذرع الأمنية الجزائرية، خسارتهم واقعيا، وبعد تحطيم أكذوبة الأراضي المحررة، تم اللجوء من قبلهم إلى المواقع الالكترونية لأجل التعويض عن خسائرهم المتتابعة، والحفاظ، قدر المستطاع، على صور قادة الجبهة، الذين تحولوا إلى مسخرة عابرة للقارات تلاحقهم الفضائح الأخلاقية والإنسانية، بالإضافة إلى الاختباء في تندوف، بينما دفعوا الأبرياء للموت في محاولات يائسة لاستفزاز المغرب وجره إلى مستنقعهم المليء بالمتناقضات. إن اعتماد الآلة الدعائية لجبهة «بوليساريو» على صور قادتها، أخيرا، وتقديمهم في القنوات التلفزيونية الجزائرية على أنهم ثوار يجوبون العالم لجلب انتصارات وهمية، إنما هو جزء من خطة مدروسة للتأثير على سكان المخيمات، الذين باتوا يتساءلون عن دور هؤلاء في ملف الصحراء، بعد أن تولت الدبلوماسية الجزائرية، بشكل مباشر، الدفاع عن أطروحتها، وغيبت تماما دور هؤلاء الكهول، الذين يتم تدويرهم على المناصب، منذ نصف قرن، دون تحقيق أي إنجازات. كل ما في الأمر أن قيادة الجبهة، ومع اقتراب كل مؤتمر، تلجأ إلى هذا النوع من القمامات الإعلامية المفضوحة والمكشوفة للكل، والتي في أغلبها عبارة عن مشاريع على الورق لا تبرح القنوات الجزائرية، وبعض أتباعها من مرتزقة الصحافة حول العالم. فمحمد سالم ولد السالك، الذي اختفى عن المشهد الداخلي في الرابوني، عاد، منذ أيام، للظهور عبر صور ملتقطة في بيرو، ومع وفد جنوب السودان، الموجود بنيويورك، يتم تقديمها على أنها إنجازاته الشخصية، إذ دشن بذلك حملة انتخابية مبكرة للحفاظ على مقعده مسؤولا عن خارجية «بوليساريو»، الذي يسيطر عليه منذ 1998. لكن ما يجهله موقع «صمود»، الذي يلمع صورة ولد السالك، هو أن كل سكان المخيمات على اطلاع بأن الرجل كان في الإكوادور، منذ ماي الماضي، قريبا من مشاريعه الاستثمارية، حيث افتتح نجله، أخيرا، مركبا صحيا بأموال المساعدات الإنسانية وهبات الدول الإفريقية، التي تذهب مباشرة لحساباته في دولة بنما، وبنك الفلاحة والتنمية الجزائري، الذي يشاع أن ولد السالك يستحوذ على حصة مهمة من مجموع أسهمه المتداولة. زعيم «بوليساريو» هو الآخر كان حريصا على الظهور، أخيرا، بشكل مكثف، خصوصا بعد الضجة التي أحدثها حضوره في قمة «تيكاد 8» بتونس، والتي ظهر فيها مثل «عارض أزياء»، والغريب أن يقوم بتعميم تعليمات صارمة لـ «شبيحته»، بنشر «سلفياته» على أوسع نطاق. ففي الاجتماع الأخير لمكتب ما يسمى اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أخبر خطري أدوه، المشاركين بأن غالي أمر بأن يتم الحفاظ على صورته في الواجهة حتى نهاية السنة، أي إلى غاية المؤتمر، وما يؤكد هذا هو حرصه على حضور تنصيب الرئيسين الكيني والأنغولي/ رغم أنهما حدثان حضرتهما جميع الدول بتمثيل منخفض جدا، ولكن بالنسبة إلى «بلطجية» ابريهمات غالي، لابد من الاستعراض الوهمي لتحصيل «سيلفيات» صور يمكنها تخدير أذهان سكان المخيم إلى غاية مرور المؤتمر الأزمة، الذي يبدو، من بوادره، أنه سيكون مذبحة سياسية حقيقية سيرتكبها غالي في حق بعض رفاقه، الذين، حسب التسريبات الأولية، تم منعهم من الظهور أو ممارسة أي نشاط له علاقة بالمؤتمر، من بينهم البشير مصطفى السيد ومصطفى محمد علي سيد البشير ومحمد لمين البوهالي. إن الطريقة التي تدار بها آلة «بوليساريو» الإعلامية والمحاولات اليائسة للنفخ في جسد التنظيم المنهك، إنما هي تعبير واضح عن الواقع المزري الذي تعيشه هذه الحركة، في ظل غياب الاستقرار السياسي في المؤسسات الجزائرية، التي تشهد، هي الأخرى، هزات متتابعة بعيد موجة الاعتقالات، التي طالت بعض كبار ضباط الأمن الخارجي، وكوادر عسكرية رفيعة، لطالما شكلت الحصن المنيع لقيادة «بوليساريو» داخل هيكلة الدولة الجزائرية وعلى امتداد سنوات.

“بوليساريو” ومؤتمر “السيلفي”!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنربيعة وملايين المشاهدات

أي‭ ‬خيارات‭ ‬تنموية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستدامة؟

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات