شخصيات إسبانية تدعم جهود حركة «صحراويون من أجل السلام» بديلا عن الجبهة نزلت شخصيات إسبانية عديدة بثقلها في المؤتمر الدولي الأول للسلم والأمن في الصحراء، الذي بادرت حركة "صحراويون من أجل السلام" بعقده أول أمس (الخميس) بلاس بالماس، تحت شعار "ملكى أهل الصحراء"، إلى جانب شيوخ قبائل صحراوية ونشطاء صحراويين، وباحثين مهتمين بملف الصحراء، في مبادرة تسعى إلى تحريك الملف، ومواجهة الجمود الذي يطبع تعامل الجبهة الانفصالية مع مقترح الحكم الذاتي. وكشفت مصادر من داخل المؤتمر المنعقد ليومين، أن المناقشات همت مواضيع آفاق الحل السياسي، والواقع الإنساني بمخيمات تندوف، والأوضاع الأمنية في المنطقة، وجهود تكسير حالة الجمود في المسار الأممي، مشيرة إلى حضور شخصيات إسبانية وازنة، مثل خوان فيرناندو أغاليلار، رئيس لجنة الحريات المدنية والعدالة والداخلية في البرلمان الأوربي، ووزير العدل السابق، وخوسي لويس سابثيرو، رئيس الحكومة الأسبق، وخوسي بونو، وزير الدفاع والرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسباني. وأشاد خوسي بونو، وزير الدفاع والرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسباني، في مداخلته بمبادرة الحكم الذاتي، مؤكدا أنها الحل الأمثل للنزاع، والذي يساهم في تطويق التداعيات الإنسانية، سيما معاناة محتجزي مخيمات تندوف، منوها بمسؤوليات الفاعلين المدنيين في تجاوز "الطروحات الانفصالية الراديكالية التي تعرقل التوصل للحل السياسي". وأكد بونو أن مجلس الأمن الدولي أقبر بشكل نهائي خيار إجراء استفتاء في الصحراء، قائلا "نحن في 2022، وآخر مرة استخدم فيها مجلس الأمن عبارة " إجراء استفتاء" في قراراته حول الصحراء، كانت في القرار رقم 1359 المؤرخ بـ 29 يونيو 2001"، مضيفا أن المغرب استجاب في 2007 لدعوة مجلس الأمن، لحل سياسي باقتراح مبادرة حكم ذاتي في الصحراء. وأكد المسؤول الإسباني أن الحكم الذاتي كان الحل الدستوري لمشكلة التوزيع الترابي للسلطة في إسبانيا والاستجابة القانونية لأولئك الذين طالبوا بالاستقلال، مشيرا إلى أن "الحكومة الإسبانية، بإعلانها أن مخطط الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب يعد الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية، تسير في اتجاه قرارات الأمم المتحدة، كما تتقاطع مع موقف الولايات المتحدة وألمانيا". وأكد شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية المشاركون في المؤتمر، أن مخطط الحكم الذاتي يظل الحل الوحيد لإنهاء النزاع المفتعل بشكل نهائي، مشيرين إلى أن "بوليساريو" التي لا تزال تتشبث بمواقف عفا عليها الزمن، لا تمثل السكان الصحراويين، الذين عقدوا العزم على إيجاد حل للنزاع، الذي عمر لفترة طويلة، يقوم على الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية. وأكد الشيخ عبدي البويرة على الروابط التاريخية التي توحد القبائل الصحراوية والمغرب منذ عدة قرون، مشيرا إلى أن "بوليساريو" ليست لها شرعية لتمثيل السكان الصحراويين"، مضيفا أن وجهاء وشيوخ قبائل الصحراء المغربية "لن يسمحوا لأي شخص باستغلال هذا النزاع المفتعل لمصالحه الخاصة". ودعا إدوارد غابرييل، مجلس الأمن الدولي للتقدم نحو حل سياسي مستدام حول قضية الصحراء على أساس مخطط الحكم الذاتي، مؤكدا في رسالة وجهها إلى المشاركين في المؤتمر أن "المغرب قدم في 2007 مقترحا وصفه مجلس الأمن الدولي بالجاد وذي المصداقية والواقعي، والمدعو للتقدم نحو هذا الحل بدعم من الولايات المتحدة". وأشار الدبلوماسي الأمريكي السابق إلى أن المغرب يظل ملتزما بعلاقة "وثيقة وإستراتيجية" مع الولايات المتحدة، تقوم على مصالح وقيم مشتركة، وبالتالي فإنه "من المهم أن تدعم الولايات المتحدة المغرب في قضية الصحراء وأن تعمل ضمن الأمم المتحدة للتوصل إلى حل على أساس الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية". ب.ب