"العين بصيرة واليد قصيرة"، "ماكرهناش نكبرو المشروع ونخدموا كاع الشباب ولكن مساطر الاستثمار كتخلي المقاول فبلاصتو يالله مكافي مع راسو" "تشجيع الاستثمار واقع صعب المنال خصوصا للمقاولات الصغيرة حيت كاينة منافسة من قبل الحيتان الكبيرة"...عبارات تكشف حجم الاحتقان الذي يسود أوساط المقاولين الصغار الذين يعتبرون أنفسهم ضحية معيقات تعترض الاستثمار وتعرقل نجاح المقاولات الشابة التي تعاني أصلا ركودا اقتصاديا. نور الدين (اسم مستعار) مقاول شاب لا يتجاوز سنه (26 سنة)، قال إنه وكأي مغربي غيور على بلاده، أنشأ مشروعا استثماريا بمنطقة الجنوب، لكنه واجه غياب الدعم من الجهات المسؤولة، وهو ما أدى إلى فشل مشروعه الذي تأثر بشكل كبير بتداعيات جائحة كورونا. وكشف المقاول الشاب، أن هناك ظواهر عديدة تساهم في تراجع الاستثمارات بالمغرب، خاصة في المناطق والأقاليم التي تحتاج إلى انتشال أبنائها وشبابها من براثن الضياع بسبب البطالة المستشرية، وكذا المساهمة في تحسين مستوى عيش الأسر التي تعاني الفقر والحاجة، من بينها تعقيد الإجراءات الإدارية المفروضة على الراغبين في الاستثمار. ومن جهته، كشف كمال (37 سنة)، أحد المقاولين الشباب بالبيضاء، معاناته مع الأبواب الموصدة في وجهه من قبل المؤسسات البنكية وشروطها التعجيزية لمساعدته على تحقيق إقلاع لمشروعه الاستثماري الصغير. وأوضح كمال أنه في ظل الوضعية الصعبة، التي يعرفها المستثمرون الشباب في الوصول إلى مصادر التمويل، كان يعتقد أن حث الدولة المؤسسات البنكية على ضرورة تشجيع المقاولين الشباب عبر منحهم عروضا مغرية وتسهيلات للحصول على موارد للتمويل، سيساهم في تسريع تمويل المشاريع الشابة إلا أن الطلبات التي تقدم بها لم يتلق بشأنها أي جواب لحد الساعة، مضيفا "في حين أجابني آخرون سير قاد محتوى الملف ديالك باش إكون مشروع ذا جدوى ويتضمن عوامل النجاح ليحظى بالموافقة". وكشف كمال أن الملك أعطى تعليماته في خطاباته السامية بدعم حاملي المشاريع الرائدة ومساعدتهم ماديا ومعنويا لتذليل الصعوبات أمامهم، إلا أن الممولين كان لهم رأي آخر. وقالت حسناء صاحبة مقاولة شابة في التجارة، إن المقاولات الشابة في المغرب ما تزال تواجه إكراهات البيروقراطية وتعنت الإدارات في تبسيط مساطرها المعقدة. وكشفت حسناء، أنه إذا تمكن المستثمر الشاب من تجاوز عوائق المساطر الإدارية لإنشاء مشروعه الفتي، فإنه سرعان ما يصطدم بواقع آخر يتمثل في المنافسة الشرسة للشركات الكبرى التي لا تتقبل فكرة وجود مشروع طموح يعاكس مضامينها التي أكل عليها الدهر وشرب، إضافة إلى ثقل الضرائب وغياب تمويلات للمساعدة في تأدية مصاريف أجور العاملين وكل ما تحتاج إليه المقاولة، وهو ما يترتب عنه توقف عشرات المقاولات في منتصف الطريق التي يجد أصحابها أنفسهم منهكين ماليا يواجهون صعوبات كبيرة لأداء أجور العاملين ومصاريف التسيير، وكيفية الالتزام بالضرائب. محمد بها