غضب حول استفادة منتخبين وعائلاتهم وذوي نفوذ من تذاكر مجانية مقابل إلزام مشجعين فقراء بالأداء استأثر "ريع الملاعب" باهتمام الشباب المغربي بعد تداول أرقام مهمة عن استفادة "محظوظين" من دعوات مجانية للمجاملة والمحاباة، لحضور مباريات في كرة القدم في مدن مختلفة، وفسح المجال للتسيب وتلقي إتاوات من قاصرين وشباب للسماح لهم بدخول الملاعب دون تذاكر، ما يفوت على الفرق الرياضية مداخيل مهمة. وتحول الموضوع مادة دسمة لصفحات فيسبوكية استغربت تفويت أموال هامة على خزينة فرق تحتاجها أمام قلة مداخيلها من الاستشهار والدعم، ما يكشف وعيا شبابيا باستفحال ظاهرة تحتاج لإعادة النظر، خاصة أن المستفيدين من تلك الدعوات، مسؤولون وأشخاص ذوو نفوذ مالي، مفروض أن يكونوا أول الداعمين. رقم المستفيدين من الدعوات المجانية لحضور مباراة المغرب الفاسي والشباب الرياضي للسوالم بمركب فاس، نقطة أفاضت كأس صبر شباب يضحي بالغالي والنفيس لأجل فريقه ويتكبد عناء التنقل راجلا أحيانا وأداء تذكرته دون أن يستجدي أحدا من المسؤولين، عكس فئة تستفيد من هذا الريع ولا تقدم أي دعم للفريق. 1040 دعوة مجانية وزعت في تلك المباراة، أي سبع الجمهور الذي أدى تذكرته وعددهم 7027 شخصا ضخوا في ميزانية الفريق الفاسي نحو 18.5 مليون سنتيم، مقابل صفر درهم من دعوة محظوظين، ما فوت مدخولا يقارب 3 ملايين سنتيم باحتساب ثمن أقل تذكرة اقتناها 6 آلاف شخص الشريحة الواسعة من محبي "الماص". المفارقة التي استأثرت أيضا باستغراب الشباب في تفاعله مع ريع الملاعب، أن شخصين فقط اقتنيا أغلى تذكرة و31 آخرين اقتنوا تذكرة 100 درهم، ما يؤكد أن من يحب الفريق ويدعمه، هم أبناء الطبقات البسيطة الذين تجدهم في كل مباراة، راجلين من أحياء بعيدة أو يتنقلون في ظروف غير آمنة، ليشجعوه من قلوبهم. "تبارك الله على 1000 دعوة. المنصة كاملة 30 واحد مقطع والباقي عراضة" تعلق صفحة "ماص فان زون" مثيرة ظاهرة أقبح تتعلق بالمحاباة في أبواب الملعب، مقابل حرمان لاعبين قدامى من الدخول باعتبارهم "إرثا كرويا هاما يجب احترامه وتقديره"، على غرار عبد المجيد المتوكل اللاعب السابق للوداد والمغرب الفاسي. غضب الشباب على ريع الملاعب لا يقتصر على إثارة رقم الدعوات المجانية، بل حتى البحث في المستفيدين منها بمن فيهم "المنتخبون وعائلاتهم وأبناؤهم وأشخاص لهم القدرة المادية على اقتناء التذاكر بسعر مضاعف" يقول الإعلامي كمال الشوكري في تدوينة يختمها ب"لكن الرئيس لا يريد في المنصة من يصرخ في وجهه". "هذا جزء من سياسة ريع تنخر الدولة ومؤسساتها" يعلق الحقوقي عبد الرحيم المرابط ولا تقتصر على ملعب فاس الكبير، بل تطول أغلبية الملاعب وبنسب متفاوتة حسب درجة سخاء المكاتب المسيرة للفرق وما تمنحه من تذاكر مجانية لحضور مبارياتها، يستفيد منها "الكبار" أما المحبون فيقتطعون من قوتهم لشراء تذاكرهم. وطالب الشباب المنشغل بهذا الموضوع الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، بوقف هذا الريع حتى لا تتحول المجانية إلى عادة والأداء استثناء، ما ستتضرر منه الفرق، سيما أمام سيادة سلوكات أخرى مرفوضة أمام أبواب الملاعب، حيث يتحكم الحراس ومنظمو الدخول، في تحديد الوالجين حسب هواهم أحيانا. حميد الأبيض (فاس)