معرض جديد للفنانة التشكيلية برواق «أتوليي 21» بالبيضاء تعرض الفنانة التشكيلية صفاء الرواس آخر أعمالها الفنية، برواق "أتوليي 21" بالبيضاء، ضمن معرض فردي اختارت له عنوان "عبر المساحات" خلال الفترة ما بين 27 شتنبر الجاري و29 أكتوبر المقبل. وتعد صفاء الرواس، حسب العديد من النقاد، من بين التشكيليات المغربيات الأكثر ابتكارا وصرامة إبداعية منذ أعمالها الأولى، وهي تصوغ عالمها بالكثير من الأناة والتؤدة. وحين التحقت بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان أواسط التسعينات، أدركت للتو أنها عاشقة عنيدة للأبيض والأسود. ومن حينها وأعمالها تشتغل بالأساس على البياض، كأنه عالمها المخملي الأبدي. وكان التشكيلي الراحل محمد شبعة، مدير المدرسة آنذاك، أول من انتبه إلى موهبتها وهي في سنتها الدراسية الثانية، فدعاها رفقة زميلها يونس رحمون لمشاركته معرضا فنيا في طنجة. كان ذلك بمثابة أول معرض لها. وفي هذا السياق سبق للناقد فريد الزاهي أن كتب عن منجزها الإبداعي بقوله إن الرواس "تبني لوحتها كما تشكّل الطرّازة الثوب. غير أن عملية التشكيل لديها ذات طابع بنائي. تثبت في نسيج خاص مجموع العناصر التي بها تركِّب عملها. وهي في الغالب عبارة عن خيوط رفيعة من المعدن، أو إبر أو أمواس حلاقة أو سكاكين وشوك. ويضفي هذا الهوس بالأشياء الحادة على أعمالها طابعًا عنيفًا، لا يتمثل فقط بالطريقة التي بها تغدو بشرة العمل بشرة عدوانية، وإنما أيضًا في كونه عنفًا ينبني على مفارقة خصبة: الحدّة والصلابة مقابل الهشاشة والبياض". ويتابع الزاهي "هكذا يغدو العمل الفني مجازًا للجسد وشروخه وشبكاته الباطنة. وكأننا بصفاء الرواس تنزع عن الجسد بشرته، تسلخه كي تقدمه لنا عاريًا إلا من أحشائه. في هذه العملية يكفّ الجسد عن أن يكون أنثويا تماما كي ينحو نحو طابع الخنثوي يجمع بين مجاز الأنثوي ونتوءات الذكوري، خالقا إيقاعات تفاعلية بين الاثنين. تغدو الأشياء الحادة عمومًا أشبه بالعلامات التي تصنع بها صفاء عالمها. وهو فضاء مليء بالألغاز، نقف أمامه فيما يدعونا لقراءته وتفكيكه". عزيز المجدوب