8.3 ملايير لإصلاح كنيسة!
الأشغال تتواصل بالقلب المقدس منذ 2017 دون نتيجة والشركة تطلب المزيد من الوقت
تحول مشروع إصلاح كنيسة في قلب البيضاء إلى عالة على وزارة الداخلية وجماعة البيضاء، بسبب سوء التسيير وتقديرات الشركة المكلفة التي أغرقت المصالح بسيل من الاتفاقيات وملاحق التعديلات، بينما لا تتحرك الأشغال قيد أنملة منذ 2017.
وتطلب شركة البيضاء للتراث المزيد من الملايين لاستكمال مشاريع التهيئة والترميم ووضع المعدات، دون التزام واضح بالآجال، التي ينبغي أن تسلم فيها هذا الصرح الديني والثقافي، وهو أحد المشاريع التي وقع على اتفاقياتها جلالة الملك في إطار اهتمامه بالتراث المعماري والتاريخي بالعاصمة الاقتصادية.
وتطلب تنفيذ مشروع ترميم وإعادة الاعتبار إلى كنيسة القلب المقدس، الموجودة بشارع مولاي يوسف والمشيدة على يد المهندس المعماري بول تورنون، 60 مليون درهم في مرحلة أولى (2016-2020)، قبل أن تتوقف الأشغال لمدة سنتين، وتتحول الكنيسة إلى مكان مهجور وشاحب تعلوه الأوساخ من كل الجنبات، ويتسلل إليه الأشخاص دون مأوى في جنح الظلام.
وبعد مجهودات واتصالات، استطاعت الشركة الحصول على دعم من وزارة الشباب والثقافة في حدود 1.5 مليون درهم، تم صرفها في استئناف بعض الأشغال.
وبعد أن التزمت شركة التنمية المحلية، التي يديرها الكاتب العام الأسبق للجماعة، بتسليم الأشغال في شتنبر 2020، عادت إلى وضع طلب من أجل إدخال عدد من التعديلات على اتفاقية 2016، ثم تعديلات 2019.
وطلبت الشركة، بعد فصل فيلا “كارل فيك”، مبلغا إضافيا يقدر هذه المرة بـ50 مليون درهم، ليصل إجمالي كلفة ترميم وإصلاح الكنيسة إلى 7.5 ملايير سنتيم، تكلفت وزارة الداخلية، عبر مديرية الجماعات المحلية، بصرفه في الأيام المقبلة.
وفي انتظار التأشير على الملاحق التعديلية للاتفاقية، المصادق عليها في دورة استثنائية، مازال الغموض يلف الأجل النهائي لتسليم المشروع إلى صاحبته (جماعة البيضاء)، إذ فوجئ منتخبون أن التعديلات لم تتضمن فقط المبلغ المالي الإضافي المطلوب، بل طال أيضا البند الخاص بنهاية الأشغال، ما يتنافى مع القانون، وبالضبط دفاتر الشروط العامة للأشغال.
وإلى حدود الساعة، لا يعرف أحد من أعضاء الجماعة الأجل القار للانتهاء من هذا المشروع الذي يدخل سنته السادسة بعد أشهر، إذ قالت الشركة (في المادة 7 من تعديل الاتفاقية) إن الأشغال لن تنتهي إلا بعد شهرين من تسلم الأموال، أي 5 ملايير سنتيم.
قبل ذلك، وبالضبط في فبراير 2022، قدرت الشركة الكلفة المتبقية من الأشغال في 8 ملايين درهم، وتهم أشغالا خارجية وتجهيزا سينوغرافيا إلى جانب بعض المعدات والأثاث.
وناهزت تكلفة التجهيزات السينوغرافية حوالي 967 ألف درهم، فيما الأشغال الإضافية بلغت تكلفتها 2.082.400 درهم، بينما تم تخصيص مبلغ 652.220 درهما لاقتناء معدات وأثاث، فيما الأشغال الخارجية بلغت 1.750.500 درهم.
وشهدت المرحلة الأولى من عملية ترميم كنيسة القلب المقدس إصلاحات على البناية، فيما تم خلال المرحلة الثانية القيام بأشغال كبرى على الهيكل الحديدي، دون أن يجري التأكد من إنجاز أشغال ترميم الخشب وإصلاح أنابيب المياه والكهرباء والتكييف.
يوسف الساكت
