أرباب مؤسسات يفرضون زيادات غير مبررة خارج الرقابة يتجدد النقاش والجدل مطلع كل سنة حول الارتفاع المهول للتكاليف التي يفرضها أصحاب المؤسسات بداية كل موسم دراسي بدون رقابة أو قوانين تنظم وتقنن هذا القطاع بخصوص الأسعار، إضافة إلى أثمان الكتب المرتفعة والتي تعد تجارة مفيدة ومربحة للمطابع ودور النشر. يعرف التعليم الخصوصي إقبالًا خصوصًا في المرحلة الإبتدائية من التعليم، وتتباين الآراء حوله في التقارير الرسمية وتلك الموازية، وآراء الناس عن الجودة في التعلم والتحصيل ومصداقية هذا التعليم في التكوين والتأهيل وبناء شخصية الطالب، التي تعتبر النواة الحقيقية للمناهج التعليمية وتربية الطالب على القيم المحلية والكونية. وتقبل الأسر المغربية على التعليم الخاص في التعليم الابتدائي ويدور النقاش العام بينها عن التكلفة الباهظة في التدريس من خلال الرسوم الخاصة بالتسجيل وارتفاع واجبات التأمين المدرسي، ناهيك عن الواجب الشهري الذي يصل في بعض المدارس إلى 2500 درهم. يشكّل هذا الرقم عبئًا ماديًا على الأسر مقارنة مع الدخل الشهري، وتلجأ أغلب هذه الأسر إلى القروض الخاصة بالاستهلاك لسدّ حاجيات أبنائها المتعلقة بمستلزمات المدرسة. وأظهر الكثير من أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي جشعا كبيرا في العديد من المحطات المفصلية، خاصة مع جائحة كورونا، إذ استغلوا هذه الظرفية الحساسة والمتأزمة لفرض ما يريدون سواء على الدولة أو الوزارة الوصية أو أولياء وآباء التلاميذ، من أجل فرض زيادات غير مبررة، أو محاولة استخلاص واجبات أشهر كانت الدراسة فيها متوقفة. وفي هذا السياق يقول النقابي عبد الرزاق الإدريسي إن الجشع الذي أظهرته العديد من المؤسسات التعليمية الخاصة، راجع بالأساس إلى تخلي الدولة عن أدوارها الحقيقية تجاه التعليم والسير في اتجاه بسط سيطرة الخوصصة عليه وتشجيع كل المبادرات لتسير في هذا الاتجاه. وأضاف الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، في حديث مع "الصباح"، أن هذا التعليم الخصوصي الذي يكرس نوعا من النخبوية والانتقائية، ويسعى إلى توسيع الهوة الطبقية بين مكونات المجتمع، ما هو إلا عنوان لتسليع التعليم وجعل الربح هو الهاجس الأكبر من وراء العملية كلها. كما تحدث الإدريسي عن ضعف آليات الرقابة من قبل الوزارة الوصية على القطاع، ما يفتح الباب أمام نوع من الفوضى والتسيب في فرض مجموعة من القرارات غير القانونية والتي تعكس تغول لوبي أرباب المؤسسات التعليمية الخاصة في فرض شروطه على الجميع. عزيز المجدوب