وضعية المدينة كارثية ومحاولات تمديد للشركة في الوقت بدل الضائع يعيش المجلس الجماعي للجديدة هذه الأيام على إيقاع قصف متبادل، خاصة في صفوف الأغلبية المسيرة له، وسبب ذلك ضغط الشارع الجديدي المتذمر مما آلت إليه أوضاع المدينة، من تدهور كبير في نظافتها جراء انتشار الأزبال والنفايات بكل الأحياء، وقصور الشركة نائلة التدبير المفوض، في القيام بمهمتها المنصوص عليها في دفتر تحملات مصادق عليه أصلا في وقت سابق من قبل وزارة الداخلية. وبلغت الأزمة ذروتها لما صب المواطنون من خلال الفضاء الأزرق، جام غضبهم على رئيس المجلس وحملوه كامل المسؤولية، وذكروه بأن المدينة التي حازت في 1979 جائزة أنظف مدينة في المغرب، باتت تنعت اليوم من السكان والزوار ب " أم المزابل". وكان القسم التقني بالجماعة رفع تقريرا أسود للرئاسة، في شأن النقص الكبير في شاحنات أسطول الشركة والحاويات والكنس اليدوي وغيرها من الالتزامات المتفق عليها، وعلى خلفيته ارتفعت أصوات من داخل الأغلبية، مطالبة بالتعجيل بالإعداد لعملية الانتقال إلى شركة أخرى تستجيب لتطلعات السكان، وتمتلك قدرات تقنية ولوجيستكية، بإمكانها أن تعيد للجديدة نظافتها المفقودة، سيما وأن العقد مع الشركة الحالية ينتهي في متم 2023 . وفي الوقت الذي كان ينتظر الكل أن تبادر الشركة إلى الرد عمن ينعتها بالتقصير في مهامها، انتصب موظف بالمجلس الجماعي، للذود عنها بحماس كبير، حد اعتبار متتبعين أن القول بعدم التجديد مع الشركة، مس القلاع المحصنة التي لا تهمها نظافة المدينة التي لا تزيدها الأيام إلا تدهورا، وكشفت عن نيتها في عرقلة أي مجهودات تروم الإعداد لصفقة جديدة وبالتزامات تراعي بالضرورة الامتداد العمراني للمدينة ، ونسب الإنتاج اليومي للأزبال حسب الأحياء المشكلة لها. مقابل ذلك تبدو عناصر من الأغلبية ماضية في قطع الطريق على " الحرس القديم" الذي يحاول جاهدا الاستفادة من الوقت " بدل الضائع " للتمديد في عمر التدبير المفوض الحالي، على علة أن فترة الأربعة أشهر المتبقية من عمر الصفقة الحالية ، غير كافية لتجهيز دفتر تحملات جديد . وصوبت تلك العناصر مدفعيتها صوب كل من يحاول بشكل أو بآخر، عرقلة الانتقال إلى عهد جديد يقطع مع كل السلوكات، التي هي جزء من معضلة النظافة بالجديدة ، وحملت المسؤولية التقصيرية لكل من كان يقوم بمهام التنسيق بين الشركة والجماعة. من جهة أخرى، لم يختر تيار المعارضة منزلة بين المنزلتين، بل كان مطلبه راديكاليا بضرورة أن يعترف جمال بن ربيعة، رئيس الجماعة، بفشل تنظيف المدينة من الأزبال وترميم حفرها وإصلاح طرقاتها، وأن يتنحى عن الرئاسة فاسحا المجال لدماء جديدة قادرة على انتشال الجديدة من وضعيتها المأساوية، وهي إشارة قوية حسب متتبعين بأن " معضلة الأزبال" قد تكون في الأيام المقبلة قنبلة موقوتة من شأنها تفجير مجلس المدينة من الداخل. وتعول فعاليات من المدينة على دراسة ميدانية لإنتاج الأزبال ، أخذا بعين الاعتبار التوسع العمراني الذي تعرفه المدينة، وأيضا الدواوير التي كانت تابعة إلى جماعة الحوزية، وأضحت داخل المدار الحضري بمقتضى التقسيم الإداري الأخير، وشددت تلك الفعاليات على العمل بحاويات صديقة للبيئة، مع تدعيم الكنس اليدوي وتعميمه بكل الأزقة الضيقة التي لا تلجها الشاحنات . عبدالله غيتومي (الجديدة)