الملك دافع عن تأهيل الشباب وعين وزراء وكبار مسؤولين شبابا وشجع الكفاءات دافع الملك محمد السادس، منذ تربعه على العرش، عن الشباب من زاوية إحداث تغيير ايجابي في حياتهم كي ينعموا بالعيش الرغيد في ظل الكرامة، ويساهموا في تطوير البلاد، والدفاع عن عزة الوطن للمشاركة في بناء غد أفضل، لذلك أقر بثورة شبابية دائمة لأنه يعرف جيدا تفاصيل مشاكلهم، ويتدخل في الوقت المناسب لحث كبار المسؤولين، والحكومة، والمجالس الوطنية، على العمل بجد لخدمة قضايا الشباب. وعين الملك محمد السادس، شبابا لتحمل المسؤولية الوزارية، وتدبير مؤسسات عمومية كبرى، في سن 35 سنة، إذ وضع الثقة في الكفاءات كي تقوم بواجبها الوطني. ويتزامن عيد الشباب، مع احتفالات ثورة الملك والشعب، التي تشكل ملحمة تاريخية صنعها الأجداد والآباء الذين كانوا في عز شبابهم مقاومين ومناضلين، ومسيرين في مختلف القطاعات لنيل الاستقلال، وبناء الدولة الحديثة، فأكمل الملك محمد السادس المهمة، بفتح أوراش كثيرة تتطلب إصلاحات عاجلة. وحرص جلالة الملك على الاهتمام المتواصل بالانشغالات الخاصة والمشروعة للشباب حيثما كانوا، وكيفما كانت ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، إذ تجسدت هذه العناية الملكية بالشباب أيضا عند إعداد النموذج التنموي الجديد، داعيا جلالته بمناسبة الذكرى 65 لثورة الملك والشعب في 20 غشت 2018، إلى ضرورة وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد. وأشركت اللجنة الخاصة للنموذج التنموي، التي أحدثها صاحب الجلالة الشباب في عملية المشاورات التي باشرتها، وأخذت بوجهة نظرهم وناقشت انتظاراتهم وانشغالاتهم والتي برزت في التقرير النهائي للجنة. وجعل التقرير العام للجنة الخاصة بالنموذج التنموي الذي ترأس جلالة الملك في 25 ماي الماضي مراسيم تقديمه، تشجيع، وإدماج وازدهار الشباب بالزيادة في فرص وسبل المشاركة المتاحة لهم، وجعلها واحدة من ضمن الخيارات الإستراتيجية لهذا النموذج التنموي الجديد في التقرير الصادر عن اللجنة. وأشار التقرير نفسه إلى أن عمليات الإنصات للمواطنين أظهرت مطالب مهمة للشباب المغاربة بخصوص توفير فرص الشغل، وتقديم الدعم المالي لهم، وتنظيم اللقاءات والمشاركة في المبادرات، وتنشيط العمل الثقافي والفنون، والرياضة ومنحهم الفضاءات العمومية للتعبير والإبداع، إضافة إلى انتظارات مرتبطة بتجويد خدمات العمومية ذات الجودة، سيما في المجال التربوي والصحي. ولبلوغ هذه الأهداف وتلبية هذه المطالب، اقترحت اللجنة ثلاث رافعات أساسية، تهم الأولى تقوية نظام الإدماج المهني للشباب من خلال مقاربات جديدة للتوجيه والمواكبة، وعلاقات أقوى مع عالم الشغل. وتتعلق الرافعة الثانية بوضع برنامج وطني مندمج للشباب تدبره هيآت مهنية على المستوى الترابي في إطار عقود ترتكز على حسن الأداء، وخدمة مدنية مواطنة وطنية لتقوية المشاركة المواطنة، والحس المدني للشباب وتعزيز مهاراتهم وإمكانية تشغيلهم وتهم الرافعة الثالثة تمتع الشباب بمواطنة كاملة، مع الحقوق والواجبات المرتبطة بها، قصد المشاركة بطريقة بناءة في التحولات التي يعرفها المجتمع، مع التشبث بثوابت الهوية المغربية والانفتاح على القيم الكونية. وتظل ذكرى عيد الشباب، مناسبة مواتية للاحتفاء بالشباب-الثروة الحقيقية للأمة، إذ قال جلالته في خطابه في 2000، و"إذا ما تسنى هذا المطلب السامي للشباب الذي يهون عليه كل صعب، والذي هو دعامة الغد المأمول، أمكن التصدي الحازم لكل العوائق التي تكبل طاقاته، وتستهدف زرع روح اليأس فيه، وعزله عن واقعه بدفعه إلى الانطواء، أو الاستلاب، وأمكن بذلك فتح مجالات واسعة لاستيعاب جميع الطاقات واستثمارها في الإنشاء، والتشييد والتعمير، والتجديد"، داعيا إلى الاهتمام بالتربية والتكوين لبلوغ التنمية الشاملة، عبر محو الأمية، وإحياء دور المساجد وبعث رسالتها في تأطير المواطنين بتشغيل شباب مدرسين، ومدرسات من المجازين العاطلين عن العمل. أحمد الأرقام