صعوبة الحصول على «شينغن» إضافة إلى جودة عروضها وأسعارها جعلتهم يقبلون عليها ارتفعت وتيرة الرحلات السياحية نحو تركيا في الصيف الحالي، بعد أن أصبحت واحدة من الوجهات التي يفضلها المغاربة من أجل قضاء عطلتهم، بفضل العروض التي تقدمها مجموعة من وكالات الأسفار، التي تتنوع حسب ميزانية كل أسرة وقدراتها المالية، وبفضل المنتوج السياحي المتميز الذي تقدمه تركيا، إضافة إلى أنها لا تفرض التأشيرة، وهو عامل مهم جدا في استقطاب السياح، خاصة في ظل صعوبة الحصول على التأشيرة اليوم. وأكدت مصادر مهنية، في اتصال مع "الصباح"، أن الإقبال على وجهتي تركيا ومصر كان ملحوظا هذا الصيف، وازداد خلال السنة الجارية، بعد أن وجد المغاربة المتعودون على السفر إلى إسبانيا، صعوبة في الحصول على موعد من أجل تأشيرة "شينغن"، بسبب الإقبال الكبير عليها، إضافة إلى الرفض الذي تواجه به معظم طلبات "الفيزا" إلى فرنسا من المغاربة، وهو ما جعلهم يحولون الوجهة نحو تركيا التي لا تفرض التأشيرة، أو إلى مصر، نظرا لمرونة إجراءات الحصول على تأشيرتها. المصادر نفسها أشارت إلى أن إسبانيا ما زالت الرقم 1 بالنسبة إلى السائح المغربي نظرا للقرب الجغرافي والعروض المقترحة، خاصة على مستوى الأثمنة، وتظل المفضلة لدى المغاربة، تليها تركيا ثم مصر، في حين تختار بعض الفئات الميسورة وجهات أخرى مثل "المالديف"، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت وجهة سياحية مغرية، بالنسبة إلى المغاربة، ولو بأعداد قليلة. أما بالنسبة إلى الوجهات داخل المغرب، فيفضل المغاربة أساسا المدن الساحلية التي تتوفر على بنيات استقبال، وعلى رأسها أكادير وطنجة وتطوان والجديدة والصويرة والحسيمة، إضافة أيضا إلى مراكش التي تعرف بدورها إقبالا مهما، نظرا لأهمية الطاقة الاستيعابية والعروض المقترحة، خصوصا بالنسبة إلى العائلات. وارتفع عدد السياح المغاربة الزائرين لتركيا خلال 2019 بنسبة 32.7 في المائة عن 2018، لتعد من بين أعلى النسب المسجلة بين السياح العرب الوافدين إلى ذلك البلد، حسب وزارة الثقافة والسياحة التركية، التي أكدت أن عدد السياح المغاربة واصل ارتفاعه في السنوات الأخيرة، ليصل إلى 234 ألف زائر في 2019، مقابل 176 ألفا في 2018، و114 ألفا في 2017، بينما لم يكن العدد يتجاوز في 2003 نحو 13.7 ألف زائر. وأنفق المغاربة، 3271.6 مليون درهم على السياحة في 2021 حسب أرقام مكتب الصرف، كما ارتفعت نفقاتهم الخاصة بالسياحة خارج المغرب من مليار و882 مليون درهم في 2019 إلى أكثر من 11 مليارا و515 مليون درهم في 2020، وهو ما يؤشر على تفضيلهم السياحة الخارجية في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الفنادق في المغرب، وغياب العروض السياحية المحفزة، مقابل تواضع الخدمة.